إدارة النزاع بدلاً من تسويته
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       هناك أسباب وجيهة للشك في إمكان أن تتوصل محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى نتائج حقيقية، وذلك بسبب الفجوات العميقة بين مواقف الطرفين الأساسية بشأن الحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين، لا بسبب ضعف الحكومتين فقط. إن هذا الفشل المتوقع يثير الخشية إزاء تجدد العنف، وحتى إزاء تدهور المنطقة برمتها، نحو  جولة جديدة من الأعمال العدائية.

·       إن هذه الخشية مفهومة، غير أنها ليست مبررة. إن نقطة انطلاقها هي أن هناك بديلين فقط: السلام أو الحرب، وهذا غير صحيح. إن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ليس حالة خاصة، إذ إن عناصره جميعها تظهر، بمستويات مختلفة، في بضعة نزاعات بارزة شهدتها العقود القليلة الفائتة، وهي قبرص وكوسوفو والبوسنة وكشمير.

·       لقد أدركت الأسرة الدولية في هذه النزاعات كلها، أنه لا يوجد احتمال فوري لحلها، واتجهت إلى مسارات متوازية تهدف إلى كبحها بالتدريج، أي إلى "إدارة النزاع" بحسب القاموس السياسي. إن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أكثر تعقيداً [من النزاعات المذكورة]، وعلى الرغم من ذلك، تعتقد الأسرة الدولية أن في إمكانها أن تقترح حلاً فورياً وسريعاً له. كما أن الجدل الإسرائيلي الداخلي يتركز على اقتراحات مختلفة لحل النزاع، ولا يحاول أن يتعامل مع البدائل المطروحة والمستمدة من دروس نزاعات مماثلة أخرى. إن ما يجدر بنا أن نفعله هو أن نتعلم من هذه العبر، كي نغيّر النموذج المتبع من "تسوية النزاع" إلى "إدارة النزاع".