لا مصلحة لإسرائيل في تصدّر الحملة ضد إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       مررنا بطريق طويلة كي ننتقل من مرحلة السرية التامة [بشأن السلاح النووي الإسرائيلي] إلى المرحلة التي بات فيها العالم كله يتحدث عن الطريقة التي سنهاجم إيران بها. ومن آخر الدلائل على ذلك، التدريب الجوي الذي شاركت فيه مئة طائرة متطورة من سلاح الجو الإسرائيلي. غير أنه بدلاً من أن نخيف الإيرانيين، فإننا نعطيهم المبرر لتسريع إنتاج سلاحهم النووي، وعلى رأس ذلك إنتاج صواريخ شهاب البعيدة المدى، التي في إمكانها أن تلحق دماراً كبيراً في عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حتى من دون أن تُزوّد برؤوس نووية.

·       إن الأنباء عن قيام إسرائيل بالاستعداد لمهاجمة إيران قبل نهاية العام الحالي لا تخدم مصلحتنا الأمنية. وعلى ما يبدو، فإن الذي يقف وراء هذه المعلومات، هم عناصر متطرفة في الولايات المتحدة، ترغب في أن ترهب إيران بواسطة إسرائيل، أو أن تحث الرئيس جورج بوش على إنهاء ولايته في البيت الأبيض بالقضاء على المنشآت النووية الإيرانية.

·       ذلك كله يحدث في ظل وجود حكومة إسرائيلية غير مؤهلة لمواجهة تحد من هذا القبيل. وقد طالعنا في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل ليست جاهزة تماماً لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، على الرغم من صورة شمشون الجبار، التي تتميز بها.

·       إن الذي يمكنه أن يضع حداً للخطر الإيراني هو الولايات المتحدة، سواء أتم ذلك بوسائل دبلوماسية أم عسكرية. وليس لدى إسرائيل أي مصلحة في أن تتصدر هذه الحملة، أو في أن تتمادى في الكلام على الموضوع. إن المبادرة الإسرائيلية يجب أن تتركز في التوجه إلى العالم، وإقناعه بأن العقوبات الاقتصادية لم تحقق أهدافها، وبأن عليه أن يتولى مهمة وقف تسلح إيران النووي.