· لم يلتفت الإعلام الإسرائيلي كثيراً إلى تعيين دنيس روس مؤخراً في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كمستشار للرئيس أوباما وكمسؤول عن الشرق الأوسط، والخليج "الفارسي"، وباكستان، وأفغانستان، وإيران. إن روس صديق لإسرائيل، ويعرف أدق التفصيلات المتعلقة بعملية السلام أفضل من الجميع. ومن اللافت للاهتمام أنه عُين مسؤولاً عن هذه الوظائف جميعها، ذلك بأن هذا الأمر يدل مجدداً على العلاقة التي يرى أوباما أنها تربط بين حل المسألة الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط وبين فرص مجابهة الأصولية والبرنامج النووي الإيراني.
· إن روس هو الشخص الصحيح والملائم للربط بين هذه الخيوط وتحويلها إلى نسيج لعملية سلام فاعلة بقيادة إدارة أوباما. ويمكن لعملية كهذه أن تشمل العناصر التالية: مؤتمر سلام دولي بمشاركة اللاعبين الإقليميين والرباعية الدولية؛ تطبيق ترتيب بشأن غزة يشمل تبادل أسرى وإطلاق الجندي غلعاد شاليط ووقف إطلاق نار طويل الأمد وفتح المعابر بإشراف فلسطيني وإسرائيلي ومصري؛ دراسة إمكان إجراء مفاوضات إسرائيلية ـ سورية ـ أميركية على أساس صيغة وزير الدفاع باراك: "عمق الانسحاب كعمق السلام"؛ عملية سلام إقليمية متدرجة يتم في سياقها تطبيع العلاقات بين الدول العربية البراغماتية وإسرائيل؛ قيام الولايات المتحدة برفع مستوى علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع إسرائيل بما في ذلك دراسة إمكان إقامة حلف دفاعي مع إسرائيل، في حال التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وحدوث تقدم في العملية الإقليمية.
· في حال إقامة حلف دفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يترك زمام المبادرة كله في يد الولايات المتحدة، وأن يطرح مبادرة خاصة به تشمل عناصر واقعية للحل الدائم، مثل: إصرار إسرائيل على تلبية حاجاتها الأمنية، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، بما في ذلك التعاون في معابر نهر الأردن ومعابر مصر؛ تعيين الحدود الدائمة على أساس خطوط 1967 مع تعديلات على الحدود عقب إقامة الكتل الاستيطانية وتبادل المناطق مع السلطة الفلسطينية؛ عدم موافقة إسرائيل على عودة الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل السيادية، وتكون الدولة الفلسطينية وطنهم القومي، ويُمنح جزء منهم تعويضات، وربما تمنح إسرائيل لم الشمل لعدد رمزي من اللاجئين؛ في موضوع القدس، لن يكون ثمة مفر من إقامة عاصمتين فيها، أورشليم والقدس، على أساس تقسيم ديموغرافي وتطبيق السيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة للديانة اليهودية والسيادة الفلسطينية على الأماكن المقدسة للديانتين الإسلامية والمسيحية؛ تطبيع كامل للعلاقات بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين.
· في ضوء الوضع القائم في المنطقة، وموقف إدارة أوباما، وتعيين روس في منصب يجمع بين الشرق الأوسط والخليج وإيران، يبدو أن المخطط الذي وُصف أعلاه سيكون هو المخطط الذي ستتبناه الولايات المتحدة وتدفعه قدماً. ومن المحبذ أن نقود نحن مبادرة كهذه قد تؤدي إلى إدخال حزب كاديما في الحكومة، بدلاً من أن نُجرّ إليها جراً على يد الفريق المتمرس التابع لإدارة أوباما.