إسرائيل بحاجة إلى التعاون مع تركيا لمواجهة الأحداث في المنطقة، ولا سيما في سورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • كيف تحولت تركيا وإسرائيل من وضع الشراكة الاستراتيجية والتحالف الوثيق إلى العداء الشديد والأزمة الحادة؟ ربما نجد الجواب على ذلك في السياسة الخارجية التي تبنتها تركيا في الأعوام الأخيرة في ظل حكم حزب العدالة والتنمية.

     
  • إن الذي وضع خطوط السياسة الخارجية التركية هو وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي حاول بواسطتها الحصول على اعتراف كل من الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي،  والدول الشرق الأوسطية، بما فيها إسرائيل، بقدرة تركيا على أداء دور أساسي دبلوماسي واقتصادي على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتضمنت هذه السياسة عناصر أيديولوجية هدفت إلى تعزيز الثقافة الإسلامية والدور التركي.

     
  • فأوغلو يعتقد أن من الممكن إقامة نظام جديد في الشرق الأوسط يستند إلى الاستقرار السياسي والاندماج الاقتصادي. وقد سعى كل من وزير الخارجية ورئيس الحكومة التركية لتحقيق عمق استراتيجي لتركيا وتوسيع مناطق نفوذها، بحيث تتحول تركيا إلى محور أساسي ونقطة التقاء بين أوروبا والشرق الأوسط والقوقاز.

     
  • كما سعت تركيا لتوطيد علاقاتها بالدول في الشرق الأوسط في إطار سياسة "تصفير المشكلات" [التي اقترحها أوغلو]، ومن أجل أداء دور مركزي في السياسة الإقليمية، إلى جانب سورية وإيران. ولهذا الغرض خففت تركيا من أهمية علاقاتها بإسرائيل، كي تمنح نفسها صبغة حيادية أمام العالم الإسلامي، وبدأت تقوم بدور أكثر فاعلية في القضايا الشرق الأوسطية، مثل المفاوضات على مستقبل العراق، ومحاولات التوسط بين الولايات المتحدة وإيران في الموضوع النووي الإيراني، والتوسط في عملية السلام بين إسرائيل وسورية، وبين الفصائل الفلسطينية، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

     
  • وتعتبر تركيا أن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني يشكل الخطر الأكبر على الاستقرار في الشرق الأوسط، ولهذا بذلت المساعي على هذا الصعيد من أجل حله وتحقيق التهدئة. كما أنها تعتقد بضرورة التحاور مع كل طرف حتى مع حماس التي تعارض التسوية ولا تعترف بإسرائيل، وذلك لتحقيق أكبر قدر من التعاون.

     
  • لكن هذه السياسة الخارجية التركية تنطوي على مخاطر وتوترات في حال فشلت وساطاتها، أو لم تؤد مساعيها إلى حدوث منعطف، وهو ما جرى عندما ألحقت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة [كانون الأول/ ديسمبر 2008] الضرر بمساعي الوساطة التركية بين إسرائيل وسورية. وليس من قبيل المصادفة أن تكون سنة 2005 التي شكلت بداية التوتر بين حماس وإسرائيل، بدايةَ التدهور في العلاقات بين تركيا وإسرائيل أيضاً.

     
  • وعلى الرغم من التصعيد الذي شهدناه في الأيام الأخيرة، فإنه ما زال ممكناً ترميم العلاقات بين البلدين. فتركيا وإسرائيل بحاجة إلى التعاون فيما بينهما لمواجهة الأحداث في المنطقة، وخصوصاً زعزعة النظام في سورية، ذلك بأنه في حال سقط نظام الرئيس بشار الأسد، فإن من مصلحة تركيا وإسرائيل القضاء على النفوذ الإيراني في سورية.