عمليات تخريب يقوم بها ناشطون من اليمين الإسرائيلي ضد قاعدة عسكرية في الضفة الغربية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

قام مجهولون بالتسلل إلى القاعدة العسكرية التابعة للواء بنيامين بالقرب من مستوطنة بيت إيل، وكتبوا شعارات معادية للجيش الإسرائيلي على 13 مركبة عسكرية تابعه له، وذلك رداً على هدم الجيش الإسرائيلي منازل غير قانونية في بؤرة مِغرون الاثنين الماضي.

ووصفت مصادر عسكرية ما حدث بأنه "خطر للغاية" و"الأول من نوعه"، إذ جرت العادة أن تتوجه أعمال المستوطنين الانتقامية ضد السكان الفلسطينيين، وهذه أول مرة يقوم بها المتطرفون من المستوطنين بمهاجمة معدات تابعة للجيش الإسرائيلي.

وما أثار قلق المسؤولين في الجيش أن الاعتداء لم يحدث في قاعدة معزولة، وإنما في قاعدة تقع في مركز الوجود العسكري في الضفة الغربية، وتخضع لحماية ومراقبة مشددتين. وأشار هؤلاء إلى أن عدم وجود دلائل تشير إلى دخول بالقوة إلى القاعدة معناه أن المعتدين تسللوا بمساعدة جندي أو مدني يعمل داخلها. ومما يزيد في القلق أن الجيش الإسرائيلي يعتمد بصورة كبيرة في الضفة الغربية على الخدمات التي يقوم بها المدنيون من سكان المستوطنات في القواعد العسكرية.

وعلّق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على الحادثة بالقول: "إن الذي قام بعمليات التخريب هو مجموعة من المتطرفين خارجة على القانون. وعلينا جميعاً ألاّ ننسى أن الجيش الإسرائيلي ليس العدو، وإنما هو الذي يحمي بقوة القانون وينفذ توجيهات الحكومة الإسرائيلية".

أما وزير الدفاع إيهود باراك فقال: "إن أعمال التخريب الموجهة ضد الإسرائيليين والفلسطينيين تهدف إلى عرقلة الحياة اليومية في يهودا والسامرة، والتسبب بتصعيد الوضع في هذه الفترة الحساسة. وأنا مقتنع بأن الشرطة الإسرائيلية والقوى الأمنية ستلقي القبض بسرعة على المعتدين."

ومن جهة أخرى اجتمع أمس، ناشطون من اليمين، وزعماء المستوطنات، وأعضاء من الكنيست، من أجل البحث في سبل التصدي للمواجهات التي من المنتظر أن تحدث مع المتظاهرين الفلسطينيين على خلفية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وقال الداعي إلى الاجتماع عضو الكنيست ميخائيل بن آري (الاتحاد القومي): " نحن نسعى لإقامة معادلة جديدة، فلا مجال بعد اليوم لأن يقف الجنود وحرس الحدود في مواجهة متظاهرين من الأولاد والنساء الفلسطينيين، وإنما سيكون هناك أولاد في مواجهة أولاد، وشباب في مواجهة شباب، ونساء ضد نساء. وبهذه الطريقة نستطيع أن نقضي على نتائج أيلول/سبتمبر".

ومن جهة أخرى وجه رئيس الائتلاف عضو الكنيست زئيف إلكين انتقادات حادة إلى الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي من أجل حماية المستوطنات، واعتبرها غير مرضية.