إصرار الحكومة على البناء في المستوطنات يضر بمصالح إسرائيل الأمنية والقومية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      إن إصرار الحكومة الإسرائيلية على توسيع البناء في المستوطنات يلحق ضرراً بمصالح إسرائيل الأمنية والقومية. ففي البيت الأبيض رئيس قوي ومصمم على أن يدفع حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني قدماً، وقد وضع هذا الهدف في موقع متقدم جداً من سلم أولوياته. ومن حق المواطنين في إسرائيل أن يتوقعوا من الحكومة الحالية مقاربة مسؤولة وجادة أكثر في هذا الشأن.

·      إن باراك أوباما ليس عدواً لإسرائيل، لكن في حال اكتساب تحركه السياسي زخماً فمن المتوقع أن تواجه إسرائيل اختبارات صعبة تتعلق بموضوعات مصيرية بالنسبة إلى مستقبلها وأمنها، على غرار: حق العودة؛ القدس؛ الاعتراف بإسرائيل وطناً تاريخياً للشعب اليهودي؛ تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح؛ رسم خط الحدود. علاوة على ذلك، فإن إصرار الحكومة على استمرار البناء في المستوطنات يؤدي إلى إضعاف قدرة إسرائيل على الصمود في مواجهة هذه القضايا المهمة فعلاً.

·      لقد سبق أن وافق [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] مناحم بيغن، خلال مؤتمر كامب ديفيد في أيلول/ سبتمبر 1978، على التجميد التام للبناء في المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر، وذلك كي يدفع المفاوضات بشأن إقامة حكم ذاتي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] قدماً. ولا يقل إخلاص بيغن لأرض إسرائيل الكبرى عن إخلاص رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

لن تتضرر إسرائيل مطلقاً إذا ما أعلنت الحكومة تجميد أعمال البناء في المستوطنات موقتاً لمدة نصف عام، أي حتى نهاية 2009، من دون أن يشمل ذلك مدينة القدس. ففي هذه الأثناء سيوضع استعداد الفلسطينيين للتقدم نحو تسوية على المحك، وسيتم اختبار مدى استعداد الدول العربية لاتخاذ خطوات تطبيع حقيقية مع إسرائيل.