من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن مطالبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رئيسَ الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأن يستبدل وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، تكشف حقيقة كئيبة فحواها أن وزير خارجية إسرائيل الحالي لا يمكن أن يؤدي مهمته بنجاح. فالأسرة الدولية ترفض التحادث مع سياسي يعتبر عنصرياً، وذلك عقب الحملة الانتخابية التي أدارها حزب "إسرائيل بيتنا" ضد المواطنين العرب، خلال معركة انتخابات الكنيست الأخيرة. ولا يمكن أن يكون هناك تفسير آخر غير هذا التفسير للمقارنة التي أجراها ساركوزي بين ليبرمان وبين [زعيم اليمين الفاشي في فرنسا] جان ماري لوبان.
· إن ردة فعل وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذه المطالبة، والتي اتهمت ساركوزي بـ "التدخل في شؤون إسرائيل الداخلية"، ليست موضوعية، ففرنسا لم تقاطع ليبرمان، ورئيسها لم يصدر بياناً رسمياً ضده، وإنما نقل رسالة إلى نتنياهو خلال محادثة مغلقة بينهما، ولذا، فمن الصعب اتهام الرئيس الفرنسي بمخالفة أصول التعامل الدبلوماسية.
· الأهم من ذلك هو أن نركز على الأضرار المستمرة التي يلحقها تولي ليبرمان منصب وزير الخارجية وتكليفه الاهتمام بمصالح إسرائيل السياسية. فعلاوة على ساركوزي، ترفض الدول العربية أن تتحادث مع ليبرمان بسبب تهديداته وتصريحاته الفظة، التي أدلى بها سابقاً ضد مصر ورئيسها. كما أن ليبرمان لم يحظ، خلال زيارته لواشنطن، بلقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وذلك خلافاً لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي حظي بلقاء كهذا.
· إن الأوضاع الدولية المعقدة، التي تجد إسرائيل نفسها في خضمها، وذلك على أعتاب احتمال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وربما مع سورية، تجعل إسرائيل بحاجة إلى كل الدعم الذي تستطيع حشده في صفوف الأسرة الدولية. ولذا، فإن استبدال ليبرمان بوزير خارجية آخر تكون أبواب عواصم العالم مفتوحة أمامه، بات ضرورة ملحة.