من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
سيجتمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال أسبوعين، وذلك بهدف الاتفاق نهائياً على تفاهمات بين الطرفين بشأن البناء في مستوطنات الضفة الغربية. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى أمس، إنه تم إحراز تقدم مهم خلال اللقاء الذي عقد أمس بين وزير الدفاع إيهود باراك وميتشل في نيويورك. وأضاف المصدر: "لا يوجد أزمة، وهناك تقدم. وقد نضج الوضع لعقد لقاء بين نتنياهو وميتشل، وحتى ذلك الحين، سيتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارات".
واستمرت المحادثات التي جرت في نيويورك أمس أربع ساعات. وخلال الساعتين الأوليين عُقد لقاء موسع اشترك فيه مستشارو باراك ومبعوث نتنياهو المحامي يتسحاق مولخو. وبعد ذلك اجتمع باراك بميتشل ساعتين على انفراد.
وفي ختام الاجتماع، قال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أنهم لم يتوقعوا أن يسفر اجتماع باراك وميتشل عن "صيغة اتفاق ناجزة"، لكنهم أشاروا إلى أن اللقاء كان جيداً ومفيداً.
ونُشر بيان مشترك في ختام الاجتماع جاء فيه أن الطرفين اتفقا على المحافظة على تغطية إعلامية هادئة، وذلك لسبب رئيسي هو الحؤول دون نشوب "معارضة داخلية" لدى الطرفين. كما اتفقا على تخفيف لهجة التصريحات المتبادلة التي تصدر عن الطرفين بشأن موضوع الاستيطان. وقال مقربون من باراك: "لقد نجح الطرفان في التوصل إلى تفاهمات بشأن عدد من المسائل، لكن لا يزال ثمة خلافات تحتاج إلى استيضاح وإيجاد حل. الاتجاه العام إيجابي وجرى تحقيق تقدم".
وجاء أيضاً في البيان المشترك أن المباحثات بين باراك وميتشل تمحورت حول "الخطوات التي يجب القيام بها من أجل إيجاد مناخ ملائم للسلام، كما أكد البيان أن المحادثات كانت "بناءة" وستستمر قريباً. ولم تكرر الولايات المتحدة في البيان مطالبتها بتجميد أو بوقف البناء في المستوطنات، وإنما طُلب من إسرائيل، بدلاً من ذلك، "اتخاذ إجراءات بشأن المستوطنات".
وبموازاة ذلك، دعت الولايات المتحدة الفلسطينيين "إلى مكافحة الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل"، كما دعت الدول العربية "إلى القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع إسرائيل".
وفي أثناء الاجتماع بين باراك وميتشل، حاول باراك أن يبرهن للأخير أن مسألة المستوطنات لا تتناقض مع عملية السلام، وأنها لا تمنع الطرفين من التقدم والتوصل إلى إنجازات ("معاريف"، 1/7/2009). كما حاول أن يقنع ميتشل بأن التركيز الأميركي على مسألة المستوطنات، بدلاً من إيجاد عملية سلام إقليمية تتمتع بزخم واسع، لن يكون مجدياً وسيدفع الطرفين إلى طريق مسدود.
وقال مصدر إسرائيلي عقب الاجتماع إن الأجواء تحسنت، وإنه ليس ثمة حل وسط بعد، لكن هناك، بكل تأكيد، تقدم واستعداد لدى الطرفين للقيام بجهد من أجل التوصل إلى صيغ تمكّن من تحقيق تقدم.
وتركزت جهود باراك في محاولة إقناع ميتشل بأن إسرائيل مستعدة للمضي نحو عملية إقليمية واسعة وشاملة يناقَش في إطارها أيضاً مسألة المستوطنات عندما تطرح على الطاولة. وبالتالي ليس هناك، على حد قول باراك، معنى لحشر إسرائيل في الزاوية في هذه المرحلة المبكرة. وتكوّن لدى الجانب الإسرائيلي انطباع فحواه أن من الممكن التوصل إلى حل وسط، يمكّن إسرائيل من التعايش مع الواقع الجديد حتى لو كان هذا الحل غير معلن. كما تبين أيضاً أنه ليس هناك أي إمكان للمضي نحو تجميد الاستيطان بصورة موقتة، ولم يقدَّم اقتراح كهذا إلى الأميركيين قط.
ويتركز الجهد الإسرائيلي في محاولة استثناء القدس الكبرى من مطلب تجميد البناء، والحصول على موافقة لبناء الوحدات السكنية التي تم إقرارها، والتي هي في طور البناء، وكذلك بناء المؤسسات العامة. وبالنسبة إلى كل ما تبقى، تسعى إسرائيل لتأليف لجنة إسرائيلية ـ أميركية تدرس كل حالة على انفراد، وحيثما تدعُ الحاجة يتم السماح بالبناء لمتطلبات النمو الطبيعي الحقيقية في المستوطنات القائمة داخل الكتل الاستيطانية فقط. ولم يتم التوصل إلى تسوية كهذه بعد، ولا يزال الأميركيون يبدون تصلباً شديداً في هذا الموضوع.