التهويد عنصريـة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يعيش في دولة إسرائيل أبناء الشعبين اليهودي والعربي. وجميعهم مواطنون في الدولة ومعاملتهم يجب أن تكون متساوية. غير أن هذه الحقيقة الأساسية التي تشكل حجر الزاوية لأي نظام ديمقراطي معرّضة الآن للتقويض مرة أخرى.
- فقد نما إلى علم صحيفة "هآرتس" أن دائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية، الذراع التنفيذية للحكومة، بلورت في الآونة الأخيرة مخططاً خاصاً لـ"تهويد الجليل" يهدف إلى إيجاد "توازن ديموغرافي" بين السكان العرب واليهود. ووفقاً لما ورد في تقرير مراسل الصحيفة تسفرير رينات أمس (الأحد)، فإن غاية المخطط هي استيعاب 100,000 مواطن يهودي في الجليل بغية منح تعبير حقيقي للسيادة الإسرائيلية [على الجليل] من طريق العمل الاستيطاني.
- يجب سحب هذا المخطط فوراً، فالسيادة الإسرائيلية على الجليل ليست بحاجة إلى أي اختبار. وسواء كانت في هذه المنطقة أغلبية يهودية أم عربية، فإن سكانها كافة هم من مواطني الدولة، وهكذا تجب معاملتهم.
- إن الدولة التي تشجع أبناء شعب ما على السكن في منطقة جغرافية، ما وفي الوقت عينه تفرض قيوداً متشددة على تنمية المجمعات السكنية لأبناء الشعب الآخر، هي دولة تتصرف بعنصرية. ولا يوجد أي تعريف آخر لوصف سلوكها هذا.
- إن إسرائيل التي لا تسمح منذ سنة 1948 بإقامة بلدة عربية جديدة في الجليل، في الوقت الذي تتفجر فيه البلدات القديمة من جراء الاكتظاظ نتيجة انعدام احتياطي الأرض، وتطوّر مناطق صناعية في البلدات اليهودية فقط، وصادرت الأغلبية الساحقة من أراضي العرب في الجليل منذ سنة 1948، وتدعو على نحو ظاهر إلى تهويد هذه المنطقة بالذات، هي دولة تتصرف بإجحاف وعدم عدالة تجاه مواطنيها.
- في ضوء التظاهرات التي شهدتها مناطق متعددة من إسرائيل أول من أمس (السبت) احتجاجاً على "مخطط برافر" الذي من المتوقع أن يؤدي إلى إخلاء عشرات آلاف البدو في النقب من البلدات غير المعترف بها التي يعيشون فيها، ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أنه منذ أيام "مستوطنات السور والبرج" اليهودية لم يتغير شيء، وأن اليهود يكافحون من أجل حماية الأراضي القومية للشعب اليهودي. وسواء كان "مخطط برافر" مجدياً للبدو مثلما تدعي الحكومة الإسرائيلية أو أنه يلحق أضراراً بهم مثلما يدعي المتظاهرون، فإن أقوال وزير الخارجية لا تطاق، ذلك أنه منذ أيام "السور والبرج" طرد العرب من قراهم وتمت مصادرة الأراضي في النقب وفي الجليل وقامت دولة. وسيادة الدولة على أراضيها لا تحتاج إلى أي تعزيز. إن ما يحتاج بصورة ماسة إلى التعزيز هو طابعها المتساوي غير العنصري وغير القومي المتطرف وغير الظالم. ويتعين على الدولة أن تطوّر النقب والجليل من أجل كل المواطنين اليهود والعرب.
- إن أي سلوك آخر من شأنه فقط أن يفاقم الاغتراب الذي يشعر به المواطنون العرب وأن يصعّد احتجاجاتهم أكثر فأكثر.