الضرر الأخطر لإسرائيل في تركيا هو تأكل مكانتها في نظر الرأي العام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       على الرغم من قيام إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي إلى تركيا، جرّاء المعاملة المهينة التي تصرف بها نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني أيالون، مع السفير التركي في إسرائيل، فإن هذه الحادثة ألحقت أضراراً بالعلاقات بين الدولتين. فمن غير المتوقع أن يسافر عدد كبير من السياح الإسرائيليين هذا العام إلى تركيا، ولا شك في أن الذين سيذهبون إليها بدلاً منهم هم سياح من السعودية أو من إيران أو من إمارات الخليج.

·       غير أن الضرر الأخطر يبقى كامناً في تأكل مكانة إسرائيل، بصورة كبيرة، لدى الرأي العام في تركيا، الذي يؤكد عدم استعداده للمرور مرور الكرام على معاملة مندوبيه بصورة مهينة. ومن المعروف أن الرأي العام في تركيا يخرج إلى الشوارع عندما لا يكون راضياً عن أداء حكومته، وهو الذي سبق أن اضطر حكومة رجب طيب أردوغان، في سنة 2003، إلى عدم السماح بمرور القوات الأميركية المتوجهة إلى العراق عبر الأراضي التركية.

 

·       كما أن هذا الرأي العام هو الذي تظاهر ضد عملية "الرصاص المسبوك" [في غزة]، لكنه في الوقت نفسه، يُعتبر الجمهور الإسلامي الوحيد في الشرق الأوسط، الذي ينظر إلى إسرائيل اليهودية باعتبارها حليفاً تاريخياً، واستمراراً للتحالف الذي كان قائماً بين اليهود وبين الإمبراطورية العثمانية. ويبدو أن الكرسي المنخفض، الذي جرى إجلاس السفير التركي عليه [تعبيراً عن معاملته المهينة] أعاد إلى أذهان الرأي العام في تركيا تصرف السلاطين العثمانيين عندما كانوا يعاملون السفراء الأجانب بصورة مهينة، ولذا، سيكون من الصعب عليه غفران ذلك.