من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن نجاح تجربة منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ] هو إنجاز تكنولوجي كبير لـ "سلطة تطوير الوسائل القتالية" (رفائيل)، فإن المشكلة تبقى كامنة في أن هذه المنظومة ليست ذات أهمية فيما يتعلق بإيجاد حل لخطر صواريخ القسام الموجودة في حيازة "حماس" في غزة، أو خطر صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى الموجودة في حيازة حزب الله في لبنان.
· إن حملة الدعاية الإسرائيلية التي رافقت التجربة التي أُجريت على هذه المنظومة، هي حملة ملأى بالتضليل وأنصاف الحقائق وبثّ الأوهام، وذلك لأنه ليس في إمكان "القبة الحديدية" حماية المستوطنات المحاذية لغزة، ولا حتى المستوطنات الأكثر بعداً عن القطاع. فمثلاً، إن مخزون صواريخ منظومة "القبة الحديدية" سيينفد قبل انتهاء عملية إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فضلاً عن أن تكلفتها الباهظة ستمكّن الفلسطينيين في الجنوب وحزب الله في الشمال من إلحاق هزيمة اقتصادية بنا حتى من دون قيامهما بإطلاق صاروخ واحد.
· من المعروف أن الوقت الذي يستغرقه صاروخ قسام يتم إطلاقه من بيت حانون للوصول إلى سديروت هو نحو 14 ثانية، في حين أن منظومة "القبة الحديدية" بحاجة إلى نحو 30 ثانية تقريباً، كي تستكمل جميع العمليات المرتبطة بمحاولة إسقاط هذا الصاروخ. وهذه الحقيقة كانت واضحة لوزراء الحكومة كلهم منذ بداية سنة 2008، ولذا، فقد أقروا خطة تحصين المستوطنات جميعها، التي تقع على بعد أقل من 4,5 كيلومترات من القطاع.
· لكن المشكلة أخطر من ذلك كثيراً، إذ إنه في إبان عملية "الرصاص المسبوك" قامت "حماس" بإطلاق صواريخ متطورة من طراز قسام 3 وغراد، تبلغ سرعتها ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف الصواريخ القديمة. إن أي عملية حسابية بسيطة تبيّن أن الحد الأدنى للمدى الذي يفترض بـ"القبة الحديدية" أن تغطيه ازداد من 4 كم إلى 12 كم وربما حتى إلى 16 كم. وفي هذه الحالة لن تتمكن المنظومة حتى من حماية عسقلان.
· ثمة تضليل آخر بثته وسائل الإعلام فحواه أن المستوطنات الجنوبية ستكون، من الآن فصاعداً، محمية لا من صواريخ القسام فحسب، بل أيضاً من قذائف الهاون. إن هذا الادعاء لم يصدر عن الذين طوروا "القبة الحديدية"، غير أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم عناء تصحيح الخطأ الذي ارتكبه الصحافيون والمحللون.
· هناك مشكلة أخرى هي الثمن الباهظ الذي تكلفه عملية إسقاط كل صاروخ، ففي حين أن تكلفة صاروخ "القبة الحديدية" تبلغ 100 ألف دولار، فإن ثمن صاروخ القسام هو عشرات الدولارات. بناء على ذلك، فإن أي محاولة للاستعداد من أجل مواجهة إطلاق آلاف الصواريخ (كما حدث في إبان حرب لبنان الثانية) ستكون مرهونة بتكاليف تبدو مستحيلة في الجنوب، وأكثر فأكثر في الشمال، حيث يدور الحديث على أكثر من 40 ألف صاروخ موجودة في حيازة حزب الله.
· من حق سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة وسكان كريات شمونه وكيبوتسات الجليل الأعلى أن يعرفوا الحقيقة، ولا يجوز أن يُخدعوا بالمهرجان الدعائي الذي رافق نجاح تجربة منظومة "القبة الحديدية"، ذلك بأن هذه القبة لن تحميهم على الإطلاق.