تدرس الإدارة الأميركية إمكان إعلان البدء بمفاوضات غير مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بواسطة جولات مكوكية يقوم بها المبعوث الخاص جورج ميتشل. وبهذه الطريقة سيتخطى الأميركيون رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدخول في مفاوضات مباشرة مع نتنياهو من دون تجميد تام للاستيطان، بما فيه النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية. كما يدرس المسؤولون في واشنطن خياراً آخر، وهو توجيه رسائل موقعة من الرئيس أوباما إلى إسرائيل والفلسطينيين تحدد الشروط التي ستستأنف المفاوضات المباشرة بين الطرفين على أساسها ("مرجعية المفاوضات").
وقد نوقش خيار توجيه رسائل من أوباما على خلفية عدم توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى اتفاق على شروط استئناف المفاوضات. وكما هو معلوم، فإن الفلسطينيين يريدون تعهداً بأن تحدَّد مدة المفاوضات بعامين، بينما تطالب إسرائيل بأن تكون رسالة الرئيس [الأميركي الأسبق] جورج بوش بشأن الكتل الاستيطانية والاعتراف بالحاجات الأمنية لإسرائيل ضمن تلك الشروط.
ويعتقد المسؤولون في إدارة أوباما أن الشهر المقبل سيكون حاسماً في جهود استئناف المحادثات. ومن المتوقع، أن يأتي مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيم جونز إلى إسرائيل، خلال الأسبوع الجاري، وسيليه المبعوث الخاص جورج ميتشل في الأسبوع القادم.
وقد دعا البيت البيض إلى عقد جلسة خاصة شارك فيها العديد من المسؤولين لمناقشة مختلف البدائل لاستئناف المفاوضات، وطُرحت فيها مجدداً فكرة توجيه رسائل من الرئيس. وليس من الواضح ما إذا قرر الرئيس توجيه الرسائل، وما إذا كان مستشاره للأمن القومي سيسلمها إلى المسؤولين في اللقاءات التي سيعقدها في القدس ورام الله والرياض.
وعقدت هذه الجلسة التي وصفت بأنها حاسمة عقب اللقاءات التي أجراها وزيرا خارجية مصر والأردن مع المسؤولين المعنيين في واشنطن في نهاية الأسبوع الفائت، وفي ضوء المعلومات التي جلباها معهما بشأن جهود الوساطة المصرية.