[ننقل فيما يلي مقاطع من المقابلة الطويلة التي أجرتها الصحيفة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمناسبة رأس السنة اليهودية]
س: ماذا دار في الحديث الهاتفي بينك وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما؟
نتنياهو: كان حديثاً جيداً تناولنا فيه موضوعات جوهرية في إطار السعي لمنع إيران من التقدم بمشروعها النووي. من الطبيعي أن يكون هناك خلافات في الرأي، فإسرائيل الصغيرة هي الأكثر قرباً والأكثر عرضة لهذا الخطر، في حين أن الولايات المتحدة كبيرة وبعيدة وأقل عرضة له، كذلك من الطبيعي أن يكون هناك وجهات نظر مختلفة إزاء موضوعات معينة. أمّا فيما يتعلق بمواجهة خطر امتلاك إيران السلاح النووي، فأعتقد أنه من المهم أن يفرض المجتمع الدولي خطاً أحمر واضحاً على إيران، التي تقدمت في الأعوام الاخيرة بخطوات جدية نحو تطوير قدراتها على صنع السلاح النووي.
س: هل تصدق أوباما عندما يقول "لن نسمح بإيران نووية"؟
نتنياهو: أنا أثق بما يقوله، وأثق بما يقوله الأوروبيون، لكن السؤال هو عن كيفية تحقيق هذا الهدف بصورة عملية. هذا هو محور النقاش، لأن هذا هو الموضوع الأساسي الذي يؤثر في مستقبلنا. ومن الطبيعي أن يدافع رئيس الحكومة الإسرائيلية عن مصالح إسرائيل الأساسية، وهذا ما أفعله في محادثاتي مع زعماء الدول وفي أحاديثي العلنية.
س: يبدو أنك في مواجهة مع أوباما، فهل دخلت إسرائيل في مواجهة مع الولايات المتحدة؟
نتنياهو: هذه ليست مواجهة، إنها مسألة تتعلق بالتشديد على المصلحة الإسرائيلية التي هي من مسؤولية رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأنا أقول هذا الكلام منذ أكثر من 16 عاماً. في البداية كنت أحذر وحدي من الخطر، ثم انضم إلي الآخرون، وكنت أول من دعا إلى فرض العقوبات على إيران، ثم انضم إلي الآخرون، وكنت أول من طالب بفرض خطوط حمر، ومن الممكن أن أكون الوحيد الذي يطالب بذلك الآن، لكني أعتقد أن الآخرين سينضمون إلي. إن من واجب رئيس الحكومة والزعامة السياسية التمسك بالمسائل الأساسية فيما يتعلق بأمن إسرائيل، حتى لو كانت صعبة وعرضة للانتقادات. ولو أنني أصغيت إلى النصائح التي تقول "هذا غير مقبول"، أو "هذا لم يحن وقته"، أو"انتظر إلى أن تنضج الظروف"، فلست أدري عندها ما إذا كنا لا نزال موجودين هنا. لقد نجحت في خلق ائتلاف دولي ضد إيران، الأمر الذي أثر في اقتصادها، إلاّ إننا لم نستطع تحقيق الأمر الأساسي، وهو وقف المشروع النووي الإيراني، فإيران تتقدم بسرعة نحو هذا الهدف. وبناء على ذلك أقول لأصدقائنا الأميركيين، وبصورة مسؤولة ورصينة ومدروسة، بأن لدينا هدفاً مشتركاً هو كبح الإيرانيين.
س: هل التحدث بصراحة مع الأميركيين يسبب ضرراً؟
نتنياهو: أنا أقول الحقيقة وأتحدث عن وقائع، والموضوع يتعلق بوجودنا ومستقبلنا. نحن أمام منعطف تاريخي ذي دلالات حقيقية، وأنا لا أبالغ في ذلك.
س: هل نحن وحدنا في مواجهة إيران؟
نتنياهو: أبذل كل ما في وسعي ليقف الجميع ضد إيران، ولدينا القدرة على أن نواجه بقدراتنا الذاتية أي خطر يهدد أمننا ومستقبلنا. كما أن العالم كله يضغط اقتصادياً على إيران، ويجب زيادة هذا الضغط.
س: كيف ترد على كلام المسؤولين الأمنيين السابقين في إسرائيل، من رئيس الموساد إلى رئيس الشاباك ورئيس الأركان السابق، الذين يعارضون مهاجمة إيران ويفضلون انتظار الموقف الأميركي؟
نتنياهو: أسمع أصوات مختلفة تقول بأن علينا الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، لكن ماذا سيحدث إذا لم تتحرك الولايات المتحدة؟ هذا هو السؤال. وماذا عن الخطوط الحمر؟ إنني أطرح هذه الأسئلة في الأوساط الملائمة وفي أحاديث مع أصدقائنا الأميركيين بعيداً عن الأضواء، ولا حاجة إلى الحديث عن ذلك علناً".
س: هل الدولة مستعدة لمواجهة تعرض الجبهة الداخلية للهجوم؟
نتنياهو: نحن نعيش في عصر الصواريخ الذي بدأ مع حرب الخليج [الأولى 1991]. لقد مرت أكثر من عشرة أعوام، أي عقد بأكمله، من دون معالجة شاملة للجبهة الداخلية. إنني أعالج هذا الموضوع بجدية كبيرة وأجري لقاءات بشأن جهوزية الجبهة مرة كل أسبوعين، وأنا مهتم شخصياً بالموضوع. ومثلما أشرفت شخصياً على بناء السياج الحدودي في سيناء الذي أوقف المتسللين، فإننا نعمل أيضاً بصورة منهجية في هذا المجال. نحن لا نستطيع الدفاع عن كل نقطة في إسرائيل، لكننا قادرون على الدفاع عن الكثيرين. ومن الأمور التي تسرني، إدخال منظومة القبة الحديدية في قيد الاستخدام العملاني، وهذا أمر حققته خلال فترة ولايتي وكانت نتائجة جيدة.