لأول مرة منذ إقامة العلاقات مع مصر تعتزم شركة طيران "العال" إغلاق خط الطيران المنتظم بين مطار بن - غوريون والقاهرة، بسبب عدم الجدوى الاقتصادية ونفقات الحراسة الباهظة.
وجاء في الرسالة التي بعث بها المدير العالم للشركة إليعيزر شكدي إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أن "تشغيل الخط الى القاهرة وصيانة البنى التحتية اللازمة لهذا الغرض ينطويان على مصاريف تشغيلية وأمنية كثيرة، فضلاً عن نفقات مالية باهظة تبلغ مئات آلاف الدولارات في العام. وفي ظل غياب المبرر التجاري، وفي ضوء التكلفة الاقتصادية التي ينطوي عليها تشغيل هذا الخط، ليس في وسع "العال" مواصلة تحمل هذه النفقات الباهظة، ولهذا فإنها تنوي وقف تشغيل الخط إلى القاهرة بشكل فوري."
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ اتفاق السلام شغّلت "العال" خطاً منتظماً إلى القاهرة بوتيرة رحلة جوية أسبوعية واحدة. ومنذ سقوط مبارك، قبل نحو العام ونصف العام، قررت الشركة تشغيل الخط بحسب الحاجات التجارية، وفي صيغة مقلصة تلبية لطلب حكومة إسرائيل. وبحسب شكدي، فإن الرحلات الجوية تنطلق من وإلى القاهرة من دون وجود مسافرين على متنها تقريباً.
ولفت شكدي الى أنه في حال رأت وزارة الخارجية أنه يجب الحفاظ على خط الطيران هذا، فإن عليها أن تتحمل الكلفة الباهظة التي تنطوي على ذلك.
وليس خافياً ما لهذا القرار من انعكاسات سياسية، ولا سيما على مصر التي أصبحت علاقتها بإسرائيل حساسة أكثر من أي وقت مضى، منذ انتخاب ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي رئيساً للجمهورية. والتقدير هو أنه في حال تقرر إلغاء الرحلات الجوية إلى القاهرة، فلن يكون ممكناً استئناف الخط في المستقبل نتيجة الرأي العام المعادي لإسرائيل في مصر، إذ يرى مصدر في وزارة الخارجية إن "توقف أي عنصر تطبيع في العلاقات بين الدولتين لا يمكنه أن يعود ببساطة."
فعلى سبيل المثال، لم يُعثر بعد على مبنى جديد للسفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد إخلائها بسبب هجوم الجماهير عليها قبل نحو عام، ذلك بأن ليس هناك أي جهة تجارية في مصر معنية بتأجير إسرائيل مكاتب للسفارة.
لكن، وعلى الرغم من الوضع المتوتر، فإن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يعتقد أنه يجب توسيع العلاقات مع مصر، التي تركزت على مدى أكثر من 30 عاماً على الشق الأمني فقط. وقد بعث بدعوة إلى مدير عام وزارة الخارجية المصرية لزيارة إسرائيل.، إلاّ إنه حتى الآن لم يلبِّ هذا الأخير الدعوة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أعرب مؤخراً عن قلقه من أن مصر لا تسير نحو الديمقراطية في ظل حكم الإخوان المسلمين، وقال في لقاءات عقدها مع وزراء خارجية أوروبيين إن اختبار النظام الجديد في مصر، مثل غيره من الأنظمة الجديدة في المنطقة، لا يتم من خلال الانتخابات الأولى التي تجري فيها، وإنما من خلال الانتخابات الثانية، وتلك التي تليها. وعلى حد قوله، فإن خطة الإخوان المسلمين في مصر هي السيطرة بشكل لا يتلاءم ومبادىء الديمقراطية.
وقال المستشار السياسي لنتنياهو رون ديرمر للأوروبيين في أثناء اللقاء إنه يجب العمل منذ الآن لمنع تراجع الديمقراطية في مصر، بحيث يصبح نشوء المعارضة السياسية أمراً متعذراً. وأشار نتنياهو أيضاً إلى اعتقال صحافيين في مصر، وإلى سيطرة الرئيس مرسي على وسائل الإعلام في الدولة.