· إن الإنجاز الأكبر لإسرائيل في اتفاق التهدئة، الذي يفترض أن يدخل غداً حيز التنفيذ، يتعلق بيهودا والسامرة [الضفة الغربية]. فموافقة "حماس" على أن تنحصر التهدئة في القطاع هي تنازل عن إصرار قديم بالرد على عمليات يقوم بها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام في مناطق بعيدة، بإطلاق صواريخ على النقب الغربي. ومن هذه الناحية، فقد أدى الحصار الإسرائيلي على غزة إلى نتيجة مهمة.
· إن المشكلة الكبرى هي أن شروط التهدئة تعتبر إنجازاً لـ "حماس"، من النواحي الأخرى كافة. فقد نجحت هذه الحركة عن طريق استنزاف إسرائيل، في أن ترفع الحصار الاقتصادي عن غزة، وأن تبقى محتفظة بـ "ورقة" غلعاد شاليط. وها هي تسير في طريق فتح المعبر الحدودي بين غزة ومصر، والذي سيمنحها، بصورة غير مباشرة، مكانة دولة، على المستوى الدولي.
· هناك مشكلة أكبر هي واقع أن "حماس" ستستغل فترة الهدوء من أجل القيام بعمليات تهريب أسلحة أخرى، وأساساً من أجل تدريب مقاتليها، الذين أصبح عددهم أكثر من عشرة آلاف مقاتل. وبناء عليه، فإن كل شهر آخر من أشهر تعزيز قوة "حماس" سيزيد الثمن الدموي الذي سيدفعه الجيش الإسرائيلي، في حالة اضطراره إلى شن عملية عسكرية برية في عمق غزة في المستقبل.
· إن نظرة العالم العربي إلى التهدئة تعزز قوة العناصر المتطرفة، كما تعزز الادعاء أن إسرائيل تتراجع عن مطالبها الأولية عندما تلحق بها أضرار بشرية، أو تتعرض جبهتها الداخلية للضرر. وبكلمات أخرى، إن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة.
· بناء على ذلك يصعب العثور على شخص في المؤسسة الأمنية والمؤسسة السياسية يشعر بالأسف إذا ما استنفد اتفاق وقف إطلاق النار نفسه. إن التوقعات هي أن تصمد "التهدئة" أشهراً قليلة فقط.