· إن التسليم باستمرار إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لغزة، هو خطأ استراتيجي خطر. واحتلال القطاع مرة أخرى غير مقبول، واحتلاله جزئياً من أجل السيطرة على محور فيلادلفي لن يؤدي إلاّ إلى نجاح جزئي فقط، وسيتبين في نهاية الأمر أنه خطر أيضاً. أما اتفاق وقف إطلاق النار فهو يخدم "حماس" ولن يصمد طويلاً، والأسوأ من ذلك كله أنه سيعتبر اعترافاً آخر، عقب حرب لبنان الثانية، بأننا لا نمتلك حلاً لمشكلة الصواريخ.
· بناء على ذلك فإن عمل الجيش الإسرائيلي بات منحصراً، بصورة رئيسية، في منع إطلاق الصواريخ، وأنا أعتقد أن هذه الطريقة لا تؤدي إلى أي نتيجة حقيقية. لا يجوز أن نواصل القول لسكان سديروت والمستوطنات المحاذية لغزة إن منظومة الدفاع الصاروخي على وشك أن تكون جاهزة. إن ما يمكننا أن نفعله، ويجب أن نفعله، هو أن نبادر وندافع ونعاقب.
· إن المبادرة المتواصلة للهجوم ستلحق إصابات بليغة بالعدو، وتدفعه إلى حالة من الدفاع عن النفس. وما يجب أن نسعى له، هو أن تكون وتيرة إلحاق الضرر بمقاتليهم أسرع من وتيرة تأهيلهم وتدريبهم. أمّا الدفاع فإن هدفه الرئيسي هو التصفية، لأن الذين لا تتم تصفيتهم يبقون في ساحة القتال.
· يجب على العقاب أن يصبح عنصراً مركزياً في القتال، ودوره هو أن يملي قواعد للقتال عامة وغير مكتوبة، مثل جواز قتال الجنود، وعدم جواز إطلاق النار على المدنيين. وإذا ما شذّ العدو عن هذه القواعد العامة فيجب أن نكون نحن من يقرر نوعية ومستوى العقاب ومتى نكف عنه. وفي ضوء ذلك، فإن سكان غزة يمكن أن يخسروا بيوتهم وسياراتهم، ما دام إطلاق الصواريخ مستمراً على أراضي إسرائيل وبلداتها المدنية.