من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· اختارت "حماس" إحياء ذكرى مرور عام على سيطرتها المطلقة على قطاع غزة بإطلاق دفعات كثيفة من الصواريخ وقذائف الهاون على النقب. وإذا كان هناك أمل في إسرائيل، في حزيران/ يونيو الماضي، بأن يكون سقوط القطاع في يد "حماس" عاملاً مساعداً على التعامل مع الواقع الذي أصبح شديد الوضوح بسهولة أكثر، فإن هذا الأمل قد تلاشى، كما يتبين الآن.
· إن النزيف في الجنوب تفاقم خلال الأشهر الـ12 الفائتة، وهو يؤثر في سكان عسقلان المعرضين دائماً لإطلاق الصواريخ، لا في سكان القطاع فقط، الذين يعانون الأمرين تحت وطأة الحصار الاقتصادي الإسرائيلي.
· إن ذريعة الإطلاق الكثيف للصواريخ أمس هي وقوع انفجار غامض في بيت لاهيا أدى إلى مقتل ناشطين من "حماس"، وحُمِّلت إسرائيل المسؤولية عنه. لكن هناك سبب أبعد من هذه الذريعة هو محاولة الحركة التوضيحَ لإسرائيل أن تحقيق التهدئة سيكون بحسب شروطها، وفي الموعد الذي تختاره.
· هل أدت سيطرة "حماس" العنيفة على غزة إلى تغيير طبيعة النزاع مع إسرائيل بصورة جوهرية؟ لا شك في أنها زادته حدة، غير أنها لم تؤد إلى تسريع قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال القطاع مجدداً. لقد أحكمت الحركة سيطرتها على غزة نتيجة سلسلة من الأحداث، كان بدايتها خطة الانفصال في صيف سنة 2005، ثم الإصرار الأميركي على أن تشارك الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/ يناير 2006 وما أعقبها من فوز ساحق لها، ومن هنا أصبحت الطريق للثورة الإسلامية في حزيران/ يونيو 2007 قصيرة.
· يبدو أن سيطرة "حماس" على القطاع لا تزال قوية، بعد مرور عام واحد، على الرغم من أنها لم تعزز مكانتها الجماهيرية. إن الضرر الذي يلحقه الحصار الإسرائيلي بالسكان يثير قلق قادة الحركة، ويبدو أنه السبب الرئيسي لاستعدادهم للتهدئة، أكثر من خشيتهم غزواً إسرائيلياً.
· هل حقق الحصار الإسرائيلي هدفه؟ صحيح أن تأييد "حماس" في غزة يشهد تراجعاً، غير أن سيطرتها على مؤسسات السلطة لا تزال قوية. كما أن الحصار الإسرائيلي لم يؤد إلى وقف إطلاق الصواريخ. قد يدّعي المتفائلون أن هذين الأمرين سيحدثان بعد أن يقبل الطرفان ["حماس" وإسرائيل] التهدئة، غير أن آخرين يدّعون أن إسرائيل ستصبح، إذا قبلت المبادرة المصرية، إحدى أول الدول في العالم الغربي، التي تعترف بشرعية سلطة الحركة في غزة، على الأقل بحكم الأمر الواقع.