لا وجود لمفاوضات حقيقية في الأفق
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       إن ما تبقى من سنة 2000، وهي آخر سنة جرت فيها مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين [مفاوضات كامب ديفيد]، هو ما يلي: عبارة "لا يوجد شريك"؛ وصورة [رئيس الحكومة الأسبق] إيهود باراك و[رئيس السلطة الفلسطينية السابق] ياسر عرفات وهما يتدافعان أمام أحد الأكواخ في كامب ديفيد؛ وتصريح محمد دحلان بأن كل ما يجري هو مجرد هراء.

·       ويبدو أن عبارة "مجرد هراء" تعكس، في الوقت نفسه، ما يؤمن به جميع القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل، إزاء المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي واقع الأمر، فإن هذا هو ما يؤمن به أيضاً معظم أفراد الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي آخر استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله بمشاركة جهات إسرائيلية، قال 66% من الإسرائيليين، و66% من الفلسطينيين، إنه لن يتم التوصل إلى تسوية للنزاع بين الجانبين، على الأقل في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.

·        بناء على ذلك، فإن السؤال المطروح الآن: ما هو السر وراء الضجة الحالية بشأن قرب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين؟

·       من المعروف أنه توجد في واشنطن إدارة أميركية بدأت ولايتها وهي تعتقد أن في إمكانها أن تفرض على الجانبين، وخصوصاً على الجانب الإسرائيلي، العودة إلى طاولة المفاوضات. وكانت مقاربة [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو، إزاء ذلك، هي أنه لا بُد من الانتظار إلى أن يستوعب [الرئيس الأميركي] باراك أوباما الوضع بصورة جيدة. ويبدو أن هذا الأخير بدأ، في الآونة الأخيرة، يستوعب ذلك. من ناحية أخرى، فإن أوباما يواجه مشكلات أخرى متعلقة بقانون الإصلاح الصحي، فضلاً عن أن الخبراء في شؤون المفاوضات وكتاب الأعمدة الصحافية ما انفكوا ينصحونه بسحب يده من المستنقع الدموي الشرق الأوسطي. وعلى ما يبدو، فإنه لن يمر وقت طويل حتى يدرك أوباما أيضاً أن كل شيء هو مجرد هراء.

·       وعندما تسأل أياً من زعماء إسرائيل عن سرّ الكلام على السلام، فإنه يؤكد أن الحديث يدور على تكتيك لا أكثر، وذلك لأنه "يجب صيانة العملية السياسية" و"بث الأمل"، وأساساً، لأنه يجب الظهور بمظهر جيد أمام واشنطن.