سكان سديروت يقدمون استئنافاً إلى المحكمة العليا يطالبون فيه بإعادة النظر في إنتاج منظومة "القبة الحديدية"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قدّم سكان سديروت والنقب الغربي استئنافاً إلى محكمة العدل العليا طالبوها فيه بأن تأمر الحكومة باستخدام منظومة "ناوتيلوس" (Nautilus System) التي تعمل بأشعة الليزر لاعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، بدلاً من منظومة "القبة الحديدية". ويتهم السكان لجنة نيغل [التي أوصت بتبني منظومة "القبة الحديدية"] بأنها فضلت هذه المنظومة انطلاقاً من اعتبارات شخصية، وتستراً على تقصيرات.

ويزعم السكان في الاستئناف الذي قدموه إلى المحكمة أن قرار اللجنة هذا يجعل سكان إسرائيل مكشوفين لتهديد خطر وغير مسبوق في حجمه، وهم يطالبون بإلغائه بسبب "عيوب خطرة جداً" اعترت عمل اللجنة. ويستند السكان إلى تقرير مراقب الدولة الذي صدر في سنة 2009، والذي أكد أن رئيس اللجنة يعقوب نيغل وأعضاءها جميعاً، هم "موظفون في أو مقربون من" هيئة "مبات" (إدارة تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية) في وزارة الدفاع.

ومما جاء في الاستئناف: "لقد شُكلت لجنة نيغل، فعلياً، من أعضاء 'مبات' والمقربين منهم فقط، بمن فيهم المسؤولون عن القرار البائس الذي قضى بالتخلي عن مشروع اعتراض الصواريخ بواسطة أشعة الليزر، ويوجد لديهم مصلحة شخصية في التستر على التقصيرات الفظيعة التي كلفت دولة إسرائيل دماءً غزيرة [في حرب لبنان في صيف سنة 2006]". كما اتهم السكان اللجنة بدعم المصالح التجارية لشركة "رفائيل" [سلطة تطوير الوسائل القتالية، المكلفة إنتاج منظومة "القبة الحديدة"].

ويطالب أصحاب الاستئناف المحكمة بأن تأمر بتشكيل "لجنة خبراء موضوعية" تقوم بفحص البدائل المتعددة لحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الصواريخ القصيرة المدى وقذائف الهاون، بما في ذلك بدائل اعتراض الصواريخ بواسطة الليزر.

ويتهم السكان الحكومة بتقصيرات تضطرهم إلى العيش تحت تهديد الصواريخ وقذائف الهاون، وتعرّضهم للخطر من دون أن تتوفر لديهم القدرة على حماية أنفسهم من هذا التهديد. كما يشيرون إلى الأضرار الجسدية والنفسية والاقتصادية الفادحة التي لحقت بهم.

ويعرب السكان عن رفضهم ادعاء السلطات الإسرائيلية التي تقول إنه ليس في وسعها أن تقدم حلاً شاملاً لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ويؤكدون أن المؤسسة الأمنية تملك القدرة على توفير "حماية ممتازة إزاء إطلاق الصواريخ" بواسطة منظومة تعمل بأشعة الليزر، وقادرة على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى. وأوضح السكان في استئنافهم أن المقصود بذلك هو منظومة "ناوتيلوس" التي طورتها شركة Northrop Gruman الأميركية بدءاً من سنة 1996 بناء على طلب من دولة إسرائيل، وبتكلفة بلغت نحو 400 مليون دولار. وكان من المفترض نشر النموذج الأول لهذه المنظومة بالقرب من كريات شمونه لحماية البلدة من صواريخ كاتيوشا حزب الله.

ويدّعي أصحاب الاستئناف أنه تم إجراء عشرات الاختبارات على منظومة "ناوتيلوس" خلال السنوات 2000 ـ 2004، وأنها تكللت كلها بالنجاح، وأثبتت قدرة على حماية سكان سديروت وعسقلان ومستوطنات النقب الغربي، وسكان خط المواجهة في الشمال، من جميع التهديدات التي تحدق بهم اليوم. لكن عندما أتت مرحلة الانتقال إلى إنتاج النموذج العملاني للمنظومة، اختارت دولة إسرائيل التخلي عن المشروع وعدم نشر المنظومة في كريات شمونه.

وفي الاستئناف الذي قدمه 71 شخصاً من سكان سديروت ضد رئيس الحكومة ووزير الدفاع عن طريق المحامية نيتسانا درشَن ـ لايتنر، ادعى أصحاب الاستئناف أن لجنة نيغل أرادت دعم المصالح التجارية لشركة "رفائيل"، وأنها تجاهلت حقائق أساسية كالتكلفة الهائلة لمنظومة "القبة الحديدية"، وواقع أنها لن تكون قادرة على توفير حل لسكان سديروت من الناحية الفنية ("يديعوت أحرونوت"، 15/7/2010).