رفض الحكومة الإسرائيلية الاتفاق مع إيران سيتسبب بعزلة دولية ومواجهة مع الإدارة الأميركية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • من الصعب معرفة ما الذي يقلق مواطني إسرائيل اكثر هذا الصباح: هل هو الاتفاق الموقع في جنيف الذي وصفه رئيس الحكومة بالاتفاق السيئ جداً والخطر للغاية؟ أم هو الخوف من أن تجد إسرائيل نفسها في عزلة دولية قاسية بحيث لا يقف إلى جانبها الا بعض الشيوخ السعوديين والمشرعين الأميركيين؟
  • وليس من السهل أن نحدد ما هو الخطر الواضح والمباشر على أمن الدولة: هل هو استغلال الإيرانيين الاتفاق من اجل مواصلة سعيهم للحصول على سلاح نووي كما تقول القدس، أم هو احتمال أن تقرر القدس خوض مواجهة علنية وخاسرة ضد الإدارة الأميركية كاشفة أمام العالم الشرخ الكبير بينها وبين حليفتها الأساسية الوحيدة؟
  • ليست المسألة ما إذا كانت القدس محقة، بل ما إذا كانت حكيمة: فهل يخدم الصراخ والشتائم والتشكيك وإلقاء التهم مصالحنا الحيوية أم يضعفها؟ وهل يشكل التباكي سياسة؟
  • يتعين علينا ألا نخدع أنفسنا، فالاتفاق الموقع في سويسرا فجر الأحد سيحظى بتأييد واسع وسط الرأي العام في الولايات المتحدة بمن فيهم المواطنون اليهود. وسيعتبر بمثابة إنجاز باهر للإدارة الأميركية ولا سيما في ظل فشلها في إقرار قانون التأمين الصحي الجديد. وسيبدو الاتفاق أكثر تشدداً من التعهدات الإيرانية التي قدمت سابقاً، وأقل تخفيفاً للعقوبات مما قدر سابقاً. وبذلك سيقول هذا الصباح حتى أكثر المعلقين تشكيكاً إن الاتفاق متين ويجب أن نعطيه فرصة.
  • تركز الجبهة الأساسية لمعارضي الاتفاق على البند الذي يقول إن على الدول الخمس زائد واحد الامتناع عن فرض عقوبات جديدة خلال المرحلة الموقتة في حال التزم الإيرانيون بالاتفاق. لكن عدداً من أعضاء الكونغرس  من الحزبين الديمقراطي والجمهوري أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم ينوون اقتراح فرض عقوبات جديدة على إيران. وكان  "الإيباك"  اللوبي المؤيد لإسرائيل أصدر بياناً استثنائياً يجعله وإسرائيل معه، وراء هذه المبادرات الجديدة.
  • والآن من الواضح للجميع أن هذه الخطوات ستعرقل الاتفاق وستحرج الإدارة الأميركية وستؤدي إلى تفكيك التحالف ضد طهران وستزرع الفوضى في الساحة الدولية.
  • ومن المنتظر أن يستخدم الرئيس أوباما جميع أسلحته الثقيلة من أجل افشال هذه الخطوات الجديدة بما في ذلك فرض الانضباط على الكتلة البرلمانية الديمقراطية،  والتوجه إلى الرأي العام، وحتى اللجوء في نهاية الامر إلى الفيتو الرئاسي في حال لم يكن هناك مفر من ذلك.
  • وسوف تكون هذه معركة حياة أو موت سياسية، وستكون جميع الوسائل مسموحة بحيث يبدو صراع القوى الحاد الدائر في الأسابيع الأخيرة بين القدس وواشنطن مجرد لعب أطفال.
  • في حال حدوث ذلك، فإن ما سيجري سيفضي إلى مسار تصادمي نهايته معروفة سلفاً، لكن لا احد يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الامور. وهذا ينطبق بصورة خاصة على إسرائيل في حال قررت أن لا مفر من أن تأخذ مصيرها بيدها وتهاجم إيران.
  • لكن على إسرائيل ألا تنسى ان هؤلاء الذين تنتقدهم اليوم هم الذين ستتوجه إليهم غداً لإنقاذها في حال تعقدت الأمور.
 

المزيد ضمن العدد 1782