من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عندما وصل إيهود باراك إلى مواقع حاسمة في الجيش ومن ثمّ في الحكومة انساق مع آخرين من الذين تربّوا في سلاح البرّ خلف سحر الحلول التكنولوجية. فقد اعتقدوا أنه يفترض بهذه الحلول، لا القتال التقليدي الهجومي والرادع، إيجاد الجواب على مشاكل إسرائيل الأمنية. وقد كان باراك شريكاً في قرار تطوير صاروخ "ناوتيلوس" الذي يعتمد على تكنولوجيا الليزر كسلاح مضاد لصواريخ الكاتيوشا التي أطلقها الفلسطينيون ومن ثمّ حزب الله من الأراضي اللبنانية. غير أن الأميركيين الذين عملوا بالتعاون مع إسرائيل لعدة سنوات في تطوير هذا الصاروخ وصلوا إلى استنتاج بأن تكلفته باهظة حتى للخزانة الأميركية وقد لا يكون في وسعه أن يقدم جواباً ملائماً على وضع يتم فيه إطلاق عدد كبير من الصواريخ في الوقت نفسه.
· الصواريخ المضادة للصواريخ، مثل "حيتس"، يتم إطلاقها بعد تحديد الصواريخ الهجومية التي تطلق عن بعد آلاف الكيلومترات - من إيران مثلاً - يحث يكون لديها متسع من الوقت لاعتراض الصواريخ الهجومية. في مقابل ذلك فإن في وسع عشرات الصواريخ التي تطلق مرة واحدة من مسافة قصيرة (مثلاً من منطقة رنتيس في الضفة الغربية التي تبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن مطار بن غوريون) أن يخترق عدد منها نظم الدفاع الأكثر تطوراً.
· إن الجواب على الصواريخ القصيرة المدى، كما يفترض أن تعلمنا حرب لبنان، كامن في عملية وقائية تقوم بها القوات البرية، أي غزو المنطقة التي تنصب فيها الصواريخ وتدميرها والبقاء في تلك المنطقة لمنع إطلاق الصواريخ. لكن رغم هذا الدرس أعلن وزير الدفاع في الأسبوع الماضي أنه "ستمر ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام حتى نطوّر جواباً على الصواريخ التي تهدد المراكز السكانية". ولذا "حتى ذلك الوقت لا يجوز الكلام إطلاقاً عن الانسحاب من المناطق (الفلسطينية)" بحسب رأي باراك. ويعني ذلك أننا سنخرج من هذه المناطق فقط بعد أن نوجد "الجواب".
لو كانت في حوزة إسرائيل صواريخ مضادة للكاتيوشا في حرب لبنان الثانية ونجحت بواسطتها في إسقاط 3 آلاف من أصل 4 آلاف صاروخ أطلقت على المناطق الشمالية من إسرائيل، هل كانت ستتغير النتائج الإستراتيجية للحرب؟ إن ما يدعو إلى الأسف أن باراك وكثيرين غيره في القيادة السياسية والأمنية يتبنون اتجاهات أطراف إسرائيلية أصابها الإعياء من معركة الدفاع عن الوجود وبات كل اعتمادها على سحر الحلول التكنولوجية أو السياسية.