· يمكن القول إن المناورات العسكرية الكبيرة التي تجريها إيران هذه الأيام لم تكشف حتى الآن عن تهديدات جديدة لا تعرفها إسرائيل. ومع ذلك فإن هذه المناورات تشكل دليلاً على المساعي والوسائل الهائلة التي تخصصها إيران في مجال إنتاج الصواريخ القصيرة المدى (حتى 1000 كيلومتر) والصواريخ المتوسطة المدى (1000- 2000 كيلومتر)، وكذلك في مجال الصواريخ الاستراتيجية التي يتراوح مداها بين 2500 إلى 3500 كيلومتر والتي يمكن أن تصل حتى إلى الولايات المتحدة.
· وثمة ظاهرة أخرى معروفة متكررة اشتملت عليها هذه المناورات، وهي الحرب النفسية التي تخوضها إيران ضد سكان الغرب. وفي هذه المرة لوحظ أن تلك الحرب ركزت على منصات إطلاق صواريخ أرض - أرض تعمل من تحت الأرض، وهي منصوبة في أنفاق شبيهة بالأنفاق القائمة لدى دول نووية مثل روسيا والصين والولايات المتحدة، ويتم في هذه الأنفاق تخزين صواريخ طويلة المدى مزودة برؤوس نووية تكون جاهزة لتوجيه ضربة ثانية في حال التعرّض لهجوم مفاجئ.
· ويبدو أن الرسالة التي ترغب إيران في تمريرها من خلال هذه الأنفاق هي أنها جاهزة ومستعدة لتوجيه ضربة ثانية في حال تعرضها لهجوم عسكري كبير. ولا بد من القول إن وجود منصات إطلاق الصواريخ هذه تحت الأرض بات معروفاً أيضاً، وذلك بعد أن نشرت الولايات المتحدة قبل نحو عامين تفصيلات تتعلق بها وبأماكن وجودها.
· لعل الأمر الوحيد الذي لا توجد لدى إسرائيل والغرب معلومات كافية بشأنه هو الصواريخ الإيرانية العملانية التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر أو أكثر. ومن المعروف أن إيران حصلت قبل 6 أعوام على صواريخ بحرية أوكرانية من طرازKH55 ، لكن ثمة شكوكاً كبيرة فيما إذا كانت نجحت في تحويلها إلى صواريخ أرض - أرض عملانية. وما يمكن تقديره هو أنه في حال خفّت وطأة الضغوط التي تُمارس على إيران فإن هذه الأخيرة ستنجح في مرحلة ما في تحويل هذه الصواريخ إلى عملانية، وقد دلت التجارب السابقة على أن الإيرانيين يحققون كل ما يهددون به.