حتى لو رغب الفلسطينيون في تبني هذا النموذج الكردي فليس في وسعهم تطبيقه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لدى زيارتي محافظ منطقة كردستان في العراق، نوزاد مولود، في مكتبه الكبير  في أربيل العاصمة، شرح لي الصعوبة الكامنة في بناء "الدولة" الكردية، فليس لديهم ما يكفي من الكهرباء، ولا شبكة مجارٍ ولا شبكة مياه منظمة، ولا يدفع المواطنون الضرائب، ولا توجد دولة صديقة يمكن الاعتماد عليها. ولذا كان الحل هو أن يبني مستثمرون من القطاع الخاص، أكراداً وأجانب، شبكة الكهرباء وتمد الحكومة شبكة المجاري، وفي هذه الحال، فإن الاقتصاد المزدهر هو الذي يجلب الدولة الصديقة.

·      تعتبر كردستان قصة نجاح هائلة، لأنها دولة ليس لديها ميزانية خاصة بها. فهي تحصل على 17% من مجمل دخل الحكومة العراقية، أي حوالي 7 مليارات دولار. ويخصص 75% من هذا المبلغ لدفع الرواتب والباقي لإعادة البناء.

·      يمكن أن تشكل كردستان نموذجاً للسلطة الفلسطينية. والدرس المهم في التجربة الكردية يكمن في الفرق الجوهري بين كردستان وفلسطين. لقد شرح لي وزير التعليم العالي أن الأكراد على استعداد لإرجاء الإعلان عن قيام دولتهم المستقلة حتى يزدهروا اقتصادياً ويظهروا للعالم أنهم لا يشكلون تهديداً. وحتى لو رغب الفلسطينيون في تبني هذا النموذج فليس في وسعهم تطبيقه، لأن السلطة الفلسطينية تحتاج، من أجل ذلك، إلى روح إسرائيلية إيجابية تتيح النمو الاقتصادي وتزيل الحواجز العسكرية وتفرج عن الأموال المجمدة وتسمح ببناء مطار، وتعرض على الفلسطينيين أفقاً سياسياً حقيقياً يضمن أن يكون أي استثمار في فلسطين استثماراً في دولة لا في غيتو أو منطقة محتلة.