على بيرس وأولمرت معرفة أن حرب العرب علينا أيديولوجية لا جغرافية وأن التنازل 100% ليس كافياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      من واجب رئيس دولة إسرائيل أن يمتنع من رسم خطط سياسية، ولا سيما الخطط التي تفرّق الشعب. لكن هذا الواجب، على ما يبدو، لا ينطبق على رئيس الدولة حينما يكون هذا الأخير شمعون بيرس.

·      تستند خطة بيرس إلى الفرضية القائلة إن جذر النزاع مع العرب يتعلق بالأرض. ومع أن جميع التنازلات المتعلقة بذلك منذ اتفاق أوسلو حتى الآن تثبت العكس، وأنها لم تفعل شيئاً إلا مفاقمة العنف، إلا أن الإيمان باستمرار التنازلات لم يتغير ويواصل السيطرة على التفكير السياسي الإسرائيلي.

·      إن شمعون بيرس، الذي سبق أن كتب مقالات متحمسة تأييداً لتكامل البلد في المجلة الشهرية التي توليت رئاسة تحريرها، وكذلك إيهود أولمرت، الذي سبق أن جمع تواقيع على عريضة تؤكد أن "المناطق المحررة لن تعاد" ورعى معي المستوطنين في معسكر كدوم، من واجبهما أن يعرفا أن السبب الرئيسي لحرب العرب على اليهود هو أيديولوجي لا جغرافي، وأن التنازل حتى لو بلغ 100% لن يكون كافياً للعرب. هذا هو السبب الذي جعل الانسحاب من لبنان في عام 2000 يعزز قوة حزب الله لا المعتدلين، وجعل حركة حماس، لا فتح، تفوز بالسلطة في انتخابات حرّة بعد اقتلاع 25 مستوطنة إسرائيلية من غزة.

·      من شأن خطة بيرس أن تتحول إلى كارثة أخرى لإسرائيل وللفلسطينيين أيضاً، في سلسلة الكوارث التي جلبتها مدرسة الانسحاب منذ اتفاق أوسلو. غير أن خطة بيرس لن تخرج إلى حيز التنفيذ لأن التنازلات الجغرافية لن تكفي الفلسطينيين ولا العرب، ولأن غالبية الإسرائيليين فقدت الثقة بالفلسطينيين وببيرس "أبو أوسلو"، وبأولمرت نائب مهندس الانفصال، بعد تجربة الأعوام المريرة القليلة الفائتة.