· اعتقدت الأسرة الدولية لأعوام طويلة أن الإرهاب الفلسطيني سيتوقف مع إقامة الدولة الفلسطينية. لكن حكومة أريئيل شارون اعتقدت خلاف ذلك. ولذا فقد كان المطلب الإسرائيلي في عهده مختلفاً، وهو وقف الإرهاب والقضاء عليه قبل أي شيء، من ثم التقدم في المسار السياسي. لا يوجد خلاف على أن هناك مجازفة كامنة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في إطار الوضع الحالي للمجتمع الفلسطيني الموبوء بالإرهاب والجريمة والفساد والتشرذم. وإذا أقيمت دولة كهذه فقد تُضطر قوات الأمن الإسرائيلية، من أجل منع الإرهاب، لأن تغزو أراضي دولة مجاورة مستقلة ذات سيادة ومعترف بها من دول عديدة، أكثر من الدول التي تعترف بإسرائيل.
· وضع الرئيس بوش في خطابه في 24/6/2002 الأساس لخطة تقدّم سياسية. وقد تم تطوير موقفه في وثيقة أعدتها اللجنة الرباعية الدولية وتبناها قرار صادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة وسميت "خريطة الطريق". وتطلب الخطة من الفلسطينيين الكفّ عن الإرهاب في المرحلة الأولى. وفي المرحلة الثانية، بعد مرور فترة اختبار، تقام دولة فلسطينية ضمن الحدود الحالية للسلطة الفلسطينية. وبعد ذلك، في المرحلة الثالثة، وبعد اختبار إضافي، تبدأ المفاوضات على المسائل الأساسية وهي الحدود واللاجئين ووضع القدس. وعندما قررت حكومة إسرائيل قبول خريطة الطريق، مع بعض التحفظات، فإنها وافقت على إقامة دولة فلسطينية بشروط هذه الخطة.
· ثمة تغيّر في التحرك الفلسطيني في الأسابيع القليلة الفائتة لجهة الانتقال من سلطة عصابات إلى سلطة قانونية. لكن جميع ما تم اتخاذه لا يقترب من التطبيق الكامل للمرحلة الأولى من "خريطة الطريق". إن القفز نحو مفاوضات الحل الدائم في الوضع الحالي يعني التغاضي عن المرحلية المنصوص عليها في "خريطة الطريق" والتنازل عن الإنجاز السياسي الأهم لإسرائيل في الأعوام الأخيرة الفائتة.