سيطرة حماس والمتعصبين على غزة حافز مشترك لإسرائيل و"الجامعة" و"الرباعية" لتعزيز معسكر المعتدلين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بعد سبعة أعوام سيئة، تميزت بكونها أعواماً من الإرهاب والجمود السياسي وانتصار حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وسيطرتها على قطاع غزة، بدأت الأقوال الفارغة بشأن "الأفق السياسي" واللقاءات العقيمة بين الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) تخلي مكانها لخطوات سياسية ملموسة وخطط عملية لحل النزاع.

·      في ختام أول لقاء بين رئيس حكومة إسرائيلية وزعيم فلسطيني على أراضي الضفة الغربية أعلن إيهود أولمرت أنه ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عقدا العزم على أن يبلورا، في أسرع وقت، "إطاراً" يمهّد الطريق لإقامة دولة فلسطينية. وبحسب ما نشر أمس في "هآرتس" فقد رحّب أولمرت، بموجب خطة عرضها عليه رئيس الدولة شمعون بيرس، بالمبدأ الأساس في مبادرة السلام العربية الذي يضمن سلفاً التفاوض على حدود الدولة الفلسطينية على أساس خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967. وتقترح خطة بيرس بلورة وثيقة مبادئ مع الفلسطينيين تضمن سلفاً أن تسلم إسرائيل الدولة الفلسطينية أراضيَ تعادل 100% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة. وإن الاتفاق المسبق على هذه المسألة المركزية واعتماد جدول زمني ملزم، سيتيحان إجراء مفاوضات بشأن تفصيلات الاتفاق. وسيتناول البحث، من بين أمور أخرى، التعويض الذي سيُمنح للجانب الفلسطيني مقابل كتل استيطانية محددة، بحيث لا يُمس الاتصال الجغرافي للضفة الغربية. كما تقترح الخطة حلولاً واقعية ومتوازنة لمسألة القدس وعودة بعض اللاجئين إلى المناطق غير الخاضعة لسيادة إسرائيل.

لا توجد مصلحة لإسرائيل والحركة الصهيونية أكثر أهمية وإلحاحاً من إنهاء احتلال المناطق (الفلسطينية). إن الزمن لا يعمل لمصلحة القوى البراغماتية في الشرق الأوسط. وفي ظل انعدام أي تغيير جوهري للوضع في المناطق (المحتلة) يمكن أن تصبح سيطرة حماس على قطاع غزة خطوة أولى نحو سيطرة الإسلاميين المتعصبين على جميع تلك المناطق. هؤلاء الأعداء خلقوا حافزاً نادراً مشتركاً لإسرائيل وجامعة الدول العربية ودول اللجنة الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة لتعزيز قوة المعتدلين في الشرق الأوسط الذين يدركون الإسهام الكبير والمهم لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في استقرار الشرق الأوسط قبل أن تستكمل إيران برنامجها النووي.