قال رئيس هيئة الأركان العامة دان حلوتس في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: "إن العملية البرية الأخيرة التي وصلت القوات في إطارها حتى نهر الليطاني كان من المفترض أن تنفذ قبل ذلك بـ 48 ساعة، لكنها تأخرت لأن القيادة السياسية أرادت استنفاد خطوات سياسية". وأضاف رئيس الأركان: "إذا لم ينزل الجيش اللبناني إلى الجنوب لكي يتسلم من يونيفيل، المنطقة التي نخليها، ففي تصوري أنه يجب وقف سحب القوات من منطقة لبنان".
وقال حلوتس لأعضاء اللجنة أنه "ليس هذا أوان استخلاص النتائج، فالجيش ما يزال موجوداً في الميدان وفقط خلال اليومين الفائتين قتل 11 مخرباً. مع ذلك، يمكن القول بشكل عام أن حزب الله يحافظ على وقف إطلاق النار. يجب أن ننظر إلى حزب الله من زاويتين: الأولى مادية- كمحاربين، والثانية – إيديولوجية. إن القوة العسكرية بمفردها لا يمكنها أن تحل مشكلة تسلح حزب الله لكن يمكنها أن تخلق ظروفاً على المستوى السياسي. لم يكن الهدف تصفية حزب الله ونزع سلاحه، لأنه كان يتعين علينا لهذه الغاية أن نحتل مئات الكيلومترات في كل اتجاه، وأن نصل إلى كل صاروخ. لكننا حققنا نجاحاً بنسبة 90% في تدمير الصواريخ البعيدة المدى التي كان يملكها حزب الله".
وتطرق رئيس الأركان إلى الأسئلة والقضايا التي أثيرت حول نشاط الجيش الإسرائيلي وإدارته خلال الحرب وحتى انتهائها، فقال: "هناك أسئلة صعبة يجب تفحصها والتحقيق فيها، واستخلاص الدروس من الأسفل إلى الأعلى. مني، مروراً بالقيادة، وحتى قادة الألوية. هناك أمور يجب إصلاحها بسرعة، كالقيادة والسيطرة، اللوجستية والتكتيك وتفعيل القوات. إنني لا أستبعد إمكان اشتعال الوضع، ونحن كجيش ينبغي أن نكون مستعدين".
وحول المسألة السورية، وجّه حلوتس إصبع الاتهام إلى جارة إسرائيل الشرقية وقال: "لقد تمت تغذية حزب الله من قبل سورية، وليس فقط من قبل إيران. كل الصواريخ بعيدة المدى كانت إنتاجاً سورياً. ربما أن إيران دفعت المال ودربت المقاتلين، لكن سورية كانت المورّد الرئيسي للسلاح. وقد قال الأسد أمس أنهم 'استعدوا لهذه الحرب طوال خمس سنوات' – أي أنه يعتبر نفسه شريكاً".
وخلال النقاش الذي عقدته اللجنة، لخص الجيش نتائج الحرب بأنها "إنجاز عسكري مهم، لكنه ليس بارزاً".
وقال ضابط كبير في شعبة الأبحاث التابعة للجيش الإسرائيلي خلال الجلسة أن "نشر قوة يونيفيل بهيكليتها الأكثر سيستغرق أشهراً.... وحتى ذلك الحين سيبقى الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وأوضح دان حلوتس (هآرتس 16/8/2006) أن القرار بشأن توسيع الحرب والتقدم إلى نهر الليطاني، على الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتم اتخاذه على أساس فرضية أن الحرب ستنتهي خلال 48 ساعة. وأضاف: "عرفنا أن مساراً سياسياً قد بدأ، لكنا لم نكن نعرف أننا سنضطر للتوقف بعد 48 ساعة". وأشار إلى أن قرار توسيع الحرب اتخذ قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي، وأن العملية كانت مخططة ليوم الأربعاء، لكن جرى تأخيرها يومين بسبب الاتصالات السياسية. وألمح حلوتس إلى أن قرار توسيع العملية كان يرمي إلى ممارسة الضغط على الأمم المتحدة، قائلاً: "من الممكن أن القيادة السياسية أدركت ضرورة تحريك العملية العسكرية من أجل المساعدة في إصدار قرار من مجلس الأمن".