تكاثر مشكلات أولمرت دفعت خطة "بيريس-أبو علاء" إلى النور بعد أن رماها شارون في المهملات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا يعرف رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت من أين ستأتي المصيبة المقبلة، أَمِن لجنة فينوغراد أم من الشرطة أم من مراقب الدولة؟ بنيامين نتنياهو يقف له بالمرصاد، وكذلك إيهود باراك وتسيبي ليفني ومئير شيطريت وشاؤول موفاز، بينما رئيس الدولة شمعون بيرس وحاييم رامون وموشيه شاحل وعدد قليل من الأصدقاء الذين ظلوا إلى جانبه يحاولون إقناعه بأن يقامر بالورقة الأخيرة، أي الورقة السياسية.

·      هذه المرة ينفض بيرس، من موقعه الرئاسي، الغبار عن خطة بيرس - أبو علاء (أحمد قريع) التي تم التوصل إليها في عهد أريئيل شارون. لكن هذا الأخير رماها في سلة المهملات. لم تكن لدى شارون مشكلة بشأن المرحلة أ من الخطة التي من المفترض أن تستمر ستة أسابيع. كما أنه وافق على بند وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة وعلى تطبيق خطة تينيت وتقرير ميتشل بما في ذلك إنهاء الحصار والتطويق ووقف الاغتيالات وعلى نقل الأموال إلى الفلسطينيين. وكان شارون مستعداً حتى لهضم تجميد النشاط الاستيطاني. لكن معارضيه هبوا إلى العمل لدى قراءة المرحلة ب من الخطة، التي بموجبها كان من المفروض أن تعترف إسرائيل، في غضون ثمانية أسابيع، بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعدها كان ينبغي أن تتم الاتصالات بين حكومة إسرائيل وحكومة فلسطين.

·      طلب أبو علاء بأن يتطرّق الاعتراف بفلسطين بشكل واضح إلى حدود 4 حزيران 1967. لكن شارون رفض أن يتزحزح ميليمتراً واحداً عن الصيغة العامة للقرار 242 الذي تحدث عن انسحاب إلى حدود "آمنة ومتفق عليها". ورفض اقتراحاً دعا إلى إرفاق صيغة القرار 242 برسالة أميركية تعلن فيها الولايات المتحدة أن حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 هي أساس الحل. لكن بعد ثلاثة أعوام تلقى شارون نفسه رسالة أميركية كتب فيها جورج بوش أن الولايات المتحدة ستعترف بالواقع الجديد الميداني، بما في ذلك وجود تجمعات سكانية يهودية في المناطق (المحتلة) عندما تكف إسرائيل والفلسطينيون عن إطلاق النار، ويبدأ الطرفان المحادثات. إن هذه الرسالة، مع خطة بيرس- أبو علاء ومبادرة السلام العربية، تشكل الخلطة الجديدة لمسعى السلام الذي يقوم به بيرس.