دافع وزير الدفاع إيهود باراك، في شهادته أمام لجنة فينوغراد التي تحقق في إخفاقات حرب لبنان الثانية، عن الانسحاب من لبنان عام 2000 الذي نفذ في أثناء فترة ولايته كرئيس للحكومة، وقال: "كنا بعيدين قيد شعرة من الانسحاب بطريقة أخرى، غير ذكية؛ انسحاب تحت النيران من المنطقة الأمنية (الشريط المحتل سابقاً) كلها، من دون أن تكون لدينا إمكانية لأن نبرر لماذا كان ينبغي، في نهاية المطاف، أن نتكبد خسائر في الأرواح".
واضطر باراك إلى الدفاع أمام أعضاء اللجنة عن قرار الانسحاب من لبنان، وأوضح أن إسرائيل بقيت في الشريط الأمني كي توفر الأمن لسكان الشمال، "وفي الواقع تحول طول بقائنا إلى مشكلة بدلاً من الحل".
وعلى حد قول باراك، كان الجيش يريد بناء جدار فاصل داخل الأراضي اللبنانية، لكنه رفض ذلك. وأوضح قائلاً: "في ما يتعلق بهذا الأمر، الوسيلة ليست هي الأمر المهم، وإنما الجوهر. في اللحظة التي تبقى فيها على أرض لبنان، فإنك تُسقط المنطق الداخلي الذي يقوم عليه (مبدأ) الانسحاب حتى الحدود الدولية".
وقال باراك لأعضاء اللجنة إن تهديد الكاتيوشا قائم منذ عشرات السنين، ومنذ الانسحاب من لبنان وظفت عشرات الملايين من الشواقل في تحصين الشمال وتطويره، لأسباب منها التصدي لهذا التهديد. غير أنه أضاف: لا يوجد لهذه المسألة حل مطلق.
وعلى حد قوله، فإن قوة الردع الإسرائيلية ظلت كما هي، على الرغم من الانتقاد العام، وقال: إن قوة الردع تقاس بما فرضته على سلوك الطرف الآخر، وإن إسرائيل كانت وما تزال أقوى دولة ضمن دائرة قطرها 1500 كم.