نتنياهو وباراك لم ينجرا إلى حرب في غزة جرّاء الصواريخ التي تهدد الجبهة الداخلية
تاريخ المقال
المصدر
- حلّت العمليات المسلحة التي نفّذها "إرهابيون" بالقرب من إيلات الخميس الفائت، وما أعقبها من إطلاق صواريخ على المنطقة الجنوبية من إسرائيل ومن غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على قطاع غزة، محل حملة الاحتجاج الاجتماعية المطلبية في جدول الأعمال الإسرائيلي العام. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا بُد من القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يكن مسروراً بهذا التحول.
- وفي الاجتماع الذي عقده المجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أول أمس (الأربعاء)، أشار وزير الدفاع إيهود باراك إلى أن حرب الاستنزاف التي اندلعت بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] استمرت نحو 1000 يوم وأسفرت عن مقتل 721 شخصاً إسرائيلياً معظمهم من الجنود، غير أنها لم تشوّش مجرى الحياة الاعتيادية داخل الجبهة الإسرائيلية الداخلية. ويبدو أن ما أراد باراك قوله هو أن الحرب في الآونة الأخيرة لم تعد محصورة في جبهة القتال فحسب، بل انتقلت إلى داخل مدن كبرى مثل بئر السبع وعسقلان وأسدود أيضاً. ولعل أقواله هذه تفسر أحد أسباب عدم إقدامه، مع رئيس الحكومة، على الرغم من الأوضاع الأمنية السائدة في الوقت الحالي، على شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة.
- وتجدر الإشارة إلى أن باراك لا يعتقد أن هناك حلاً عسكرياً لمشكلة حماس في غزة، وكان يعتقد ذلك أيضاً في أثناء توليه منصب وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة إيهود أولمرت. أمّا رئيس الحكومة نتنياهو فيخالف باراك في الرأي، ويرى أن الطريق الأفضل لمواجهة مشكلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل كامنة في إسقاط سلطة حماس في غزة، وأن على إسرائيل أن تعمل بجميع الطرق الممكنة لمنع حماس من التزوّد بمزيد من الصواريخ. ومع ذلك، فإن نتنياهو لم يكن متحمساً هذا الأسبوع لشنّ حرب على هذه الحركة، لأن ما يراه وهو جالس في منصبه كرئيس للحكومة لم يكن يراه عندما كان زعيماً للمعارضة في الكنيست.
- ويؤكد رئيس الحكومة في الأحاديث الخاصة أن الخلية المسلحة التي نفذت العمليات "الإرهابية" بالقرب من إيلات الخميس الفائت حاولت أن تجرّ إسرائيل عشية دورة الجمعية العامة في الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل [التي من المتوقع أن تؤيد طلب السلطة الفلسطينية إقامة دولة مستقلة من جانب واحد] إلى أزمة حادة مع مصر، وإلى مواجهة عسكرية كبيرة في غزة، لكن إسرائيل تصرفت على نحو ناضج ومسؤول، ولم تنجر إلى هذا كله.
- من ناحية أخرى فإن نتنياهو يعتقد أن سبب مطالبة قادة حزب كاديما، وفي مقدمهم رئيسة الحزب تسيبي ليفني، بشنّ حرب على غزة يعود إلى افتقار قيادة هذا الحزب إلى شخصيات أمنية رفيعة المستوى، في حين أن حكومته تعتبر أمنية، ولذا، فإنها واثقة بقدرتها على اتخاذ أي قرار يتعلق بالمسائل الأمنية من دون إلحاق أضرار بأمن إسرائيل وسكانها.