· ثمة مصطلح سياسي جديد أصبح رائجاً في الشارع الفلسطيني هو "وكسة". يعني هذا المصطلح الإذلال والضياع والانهيار. وهو يعبر عن السقوط الكبير للحركة الوطنية الفلسطينية وعن تقسيم فلسطين بين تيارين أيديولوجيين هما التيار القومي والتيار الإسلامي. الوكسة أسوأ من النكبة وأخطر من النكسة لأن السبب الذي أدى إليها هو الإصابة الذاتية الشبيهة بالانتحار، لا العدو الخارجي.
· من الناحية الوطنية أعادت الوكسة الحركة الوطنية الفلسطينية خمسين عاماً على الوراء، إلى الأعوام 1948 – 1967 حين كان الفلسطينيون موزعين ديمغرافياً بين الضفة والقطاع وإسرائيل والشتات.
· محمود عباس، الذي ابتدأ العد التنازلي لانتهاء حكمه، لم يعين خليفة له، وهو يواصل الحديث عن حل سياسي وكأن شيئاً لم يحصل للفلسطينيين، بينما هو في الواقع حاكم "المقاطعة" لا أكثر.
· في هذه الأثناء بدأ حكم حماس يستقر في غزة، بفضل الأموال التي تنقلها إسرائيل إلى عباس وينقلها بدوره كرواتب إلى مئة ألف موظف في غزة. وتتصرف حماس بحكمة كبيرة، إذ أنها فرضت النظام، ولم تبق أسلحة إلا في حوزة قوات السلطة، ولم تعد هناك مشاجرات عائلية. أهل غزة تعودوا حماس ولا يشتاقون للفاسدين من فتح. إن الفلسطينيين يعرفون أكثر من أي شعب آخر كيف يتكيفون مع الأوضاع المتغيرة.