تخوف لدى القادة الإسرائيليين من تجاوز بلير التفويض المنوح له
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      السؤال الكبير الذي ظل يحوم في اللقاءات التي عقدها مبعوث "اللجنة الرباعية الدولية"، طوني بلير، مع القيادة الإسرائيلية هو: ما الذي ينوي بلير أن يفعله؟ هل سيلتزم التفويض المحدود الممنوح له، وهو دفع بناء مؤسسات الحكم الفلسطيني قدماً وتهيئتها للاستقلال، أم سيسعى إلى التوسط بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت وقائدي السلطة الفلسطينية محمود عباس وسلام فياض للتوصل إلى حل دائم؟

·      الجواب بقي ضبابياً حتى بعد اللقاءات العديدة التي عقدها بلير مع إيهود أولمرت وتسيبي ليفني وإيهود براك وشمعون بيرس وحاييم رامون وبنيامين نتنياهو. ومع ذلك لا شك في أن بلير لم يترك وظيفته في الصف الأول بين زعماء العالم كي يعتني بترميم شبكة المجاري في رام الله أو بتعيين مراقب الدولة الفلسطينية. هذا الرجل، الذي قال وكرر القول إن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هو مصدر المصائب بين الإسلام والغرب وإن في الإمكان حله إذا وُجد وسيط ملائم، سيجرب حظه في الوصول إلى اتفاق.

·      التخوّف الوحيد الذي يثيره، وهذا ما أعرب البعض عنه في القدس، هو احتمال أن يكون راغباً في توسيع دائرة الشركاء في المفاوضات بحيث تشمل حركة حماس. إن أولمرت يرسي سياسته في المسار الفلسطيني على أساس عزل حماس. وهو لا يرغب في أن يخرب بلير ذلك. وقد قال أولمرت لبلير إن تحالف عباس وحماس مجدداً سيكون "ضربة قاتلة".

·      ماذا سمع بلير من مضيفيه الإسرائيليين؟ حاول أولمرت أن يقنعه بأنه ينوي جدياً التقدم نحو حل، لكنه حذر من أن عملية تفجيرية واحدة ستكون أقوى من الطرفين وفي إمكانها أن تفجر الوضع برمته. ليفني قالت له إن في وسعه أن يجسر الفجوة بين "الأفق السياسي" والواقع الميداني بمساعدة الفلسطينيين على تحسين أدائهم في تنفيذ الالتزامات. بيرس تحدث عن الحلم الاقتصادي الذي يشارك فيه الأردن أيضاً في سبيل التحرك السريع قدماً. وقد استمع بلير إلى الجميع. وفي أيلول/سبتمبر المقبل سيعود إلى القدس حاملاً معه اقتراحات عملية.