لا لتحسين جبهة الداخل على حساب الجيش بل تهيئته للنصر وتقصير أمد الحرب ونقلها لأرض العدو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      ما من حرب حسمت في الجبهة الداخلية، وإنما في جبهة القتال فقط. إن الهستيريا والنزعة الشعبوية في التعاطي مع شأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هما إحدى النتائج الخطيرة والقاسية لحرب لبنان الثانية، أو على الأدق للتشويه المعتمد لماهية هذه الحرب ونتائجها. لقد نشأت رواية بموجبها وقعت كارثة في الشمال في الصيف الماضي وحصلت أضرار كبيرة، أو بلغة مراقب الدولة الشديدة اللهجة: "لقد أهملوا الشمال". هذه الرواية لا أساس لها من الصحة.

·      إذا كانت هناك عبرة هامة واحدة من الأحداث التي شهدتها الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية فهي أننا أدركنا خطر الهجمات بالكاتيوشا وسائر الصواريخ.

·      لقد قتل 40 مواطناً في الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية، وبات معروفاً لنا أنه في الحرب المقبلة أيضاً، إذا ما فرضت علينا، سيسقط قتلى في جبهة القتال والجبهة الداخلية. وهذا هو السبب الذي يستوجب بذل أقصى الجهود لمنع الحرب.

·      لا ينبغي أن يكون الاستنتاج من كل ما سبق هو عدم تحسين جهوزية الجبهة الداخلية. لكن استثمار المليارات في التحصين وبناء الملاجىء سيكون خطأ كبيراً، لأنه سيأتي على حساب تعاظم قوة الجيش الإسرائيلي. إن هذا التعاظم لا يتوقف عليه إحراز النصر في الحرب المقبلة فحسب وإنما أيضاً إمكان تقصير أمد الحرب ونقلها بسرعة إلى أراضي العدو.