غياب شرطي استئناف المفاوضات من المكان الذي توقفت عنده والتدخل الأميركي عن خطاب الأسد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      غاب شرط تقليدي من خطاب (الرئيس) بشار الأسد أمس، وهو التذكير بأن أية مفاوضات مع إسرائيل يجب أن تستأنف من المكان الذي توقفت عنده.وقد فهم هذا الشرط في إسرائيل دائماً على أنه عقبة سورية هدفها منع توسيع نطاق المفاوضات أو فتحها لمطالب إسرائيلية جديدة.    

·      بالنسبة إلى الأسد، شكلت "وديعة رابين" – وهي الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين إلى الولايات المتحدة عام 1994 وتعهد فيها بالانسحاب من كل هضبة الجولان في مقابل السلام – حلقة مرتبطة بالشرط المذكور، وهي التي منحت الشرعية لأي اتصال محتمل مع إسرائيل.

·      اقترح الأسد أمس، بلغة خلت من العجرفة، صيغة جديدة متحررة من هذا الشرط التقليدي، وهي عدم العودة إلى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات وإنما تحديد أفق المفاوضات – تعهد إسرائيل بانسحاب كامل من الجولان. في ظاهر الأمر، يبدو ذلك شرطاً مسبقاً لا يمكن بدء المفاوضات من دونه، لكن الأسد يقترح في واقع الأمر صيغة مشابهة لتلك التي تتضمنها خطة "خريطة الطريق" المعروضة على إسرائيل والفلسطينيين، التي تضع غاية سياسية واضحة ومحددة في مقابل المفاوضات. ومن ناحية الأسد فإن التعهد بالانسحاب معناه اعتراف إسرائيلي بأن هضبة الجولان هي منطقة سورية محتلة.

هناك شرط إضافي امتنع الأسد عن ذكره، وهو مطالبته بتدخل أميركي في المفاوضات. ومع تحييد الشرط الأول وعدم ذكر واشنطن كوسيط حيوي يبدو أن جهود الوسطاء، وبالأساس الأتراك، قد أدت إلى ثمرة أولى في هيئة دبلوماسية سورية علنية وإعلامية مستندة إلى لغة جديدة.

 

المزيد ضمن العدد 251