· ينظر المسؤولون في المؤسسة الأمنية بشك كبير إلى إمكان نجاح مبادرة حسن النية الإسرائيلية بشأن نزع صفة "مطلوب" عن 200 من عناصر فتح في الضفة الغربية. ويدور الحديث عن تجربة تستمر ثلاثة أشهر وتشمل مطلوبين خارج دائرة أولئك "الملطخة أيديهم بالدماء". وهناك سبعة معايير لدى جهاز الأمن العام (شاباك) لتعبير الملطخة أيديهم بالدماء، ولذا فهو مصطلح مرن يمكن التلاعب به.
· إن نزع الصفة المذكورة تلزم "المطلوب" الكف عن أي نشاطات تخريبية ضد إسرائيل وتسليم سلاحه إلى الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية. وفي مقابل ذلك تلتزم إسرائيل الكف عن ملاحقة هذا الشخص وإسقاط التهديد الذي يطارده بالقتل أو الزج في السجن لأعوام طويلة. وبحسب ما تقوله المصادر الأمنية الرفيعة المستوى فإن احتمال أن يلتزم الطرف الفلسطيني الاتفاق ضئيل.
· ليست هذه هي المرة الأولى التي تمحى فيها صفة "مطلوب" في إطار بوادر حسن النية الإسرائيلية. لقد سبق أن حصل ذلك بعد اتفاق أوسلو، وكانت المرة الأخيرة في العام 2001. وفي جميع الحالات استمر ذلك لفترة قصيرة جداً. ولا يصدقون في المؤسسة الأمنية أن ينجح ذلك الآن.
· على الرغم مما قيل فمن شأن هذه العملية أن تفضي إلى فائدة كبيرة جداً تجنيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومحمود عباس (أبو مازن)، من النواحي المعنوية والإعلامية والعملية. فالمطلوبون يعتبرون أبطالاً في الشارع الفلسطيني، وإزالة تهديد القتل والسجن الذي يحوم حولهم سيسجل لمصلحة أبو مازن. ويمكن أن ينضم قسم منهم إلى الأجهزة الأمنية، وبذا يرفعون أسهمها ونفوذها في الشارع الفلسطيني.
هذه الصفقة تبرز أيضاً الفارق بين الضفة الغربية وغزة، بين نظام إسماعيل هنية ونظام أبو مازن. ويمكن الافتراض أن ردة الفعل في غزة على ذلك ستكون ازدياد الابتزاز في قضية الجندي المختطف غلعاد شليط، ومضاعفة الجهود للقيام بعمليات اختطاف جنود آخرين تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى من قطاع غزة أيضاً.