من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· نجح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء الماضي في منع تلويث القانون الإسرائيلي، وذلك من خلال تصديه للقانون الداعي إلى شرعنة عمليات نهب الأراضي من الفلسطينيين من أجل البناء في المستوطنات. فقد فرض نتنياهو على وزراء حكومته رفض قانون شرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهدد بإقالة أي وزير يقدم على ذلك، وحذرهم من التضامن مع احتجاج المستوطنين. كذلك تعهد بتنفيذ الأحكام الصادرة عن محكمة العدل العليا، وإخلاء حي غفعات هأولبانا. وبهذه الطريقة حافظ على هيبة المحكمة العليا، وحال دون حدوث تعقيدات دولية لا لزوم لها.
· لقد أثبت نتنياهو أنه قادر، عندما يريد ذلك، على مواجهة الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف عليه وعلى وزرائه. كذلك فإن انضمام حزب كاديما إلى الائتلاف سمح له بالظهور بمظهر غير الخائف من فايغلين وأنصاره في حزب الليكود. فضلاً عن أن شركاء نتنياهو في الائتلاف من اليمين تخوفوا من أن تؤدي المواجهة معه إلى أن يجدوا أنفسهم في النهاية في المعارضة.
· بيد أن الزعامة التي أظهرها نتنياهو داخل قاعة الكنيست ترافقت مع تقديمه رزمة من الإغراءات للمستوطنين خارج مبنى الكنيست، فالمنازل التي ستخلى في غفعات هأولبانا لن تُدمر وإنما ستُنقل. أمّا الصلاحيات التي كانت معطاة إلى وزير الدفاع بشأن البناء في المناطق فسيتم نقلها إلى لجنة وزارية يسيطر عليها الليكود. كذلك جرت الموافقة على بناء 300 وحدة سكنية جديدة في بيت إيل، وتقرر تشكيل جهاز قانوني لـ "معالجة الشكاوى القانونية مستقبلاً"، والتي مهمتها الحقيقية شرعنة سرقة الأراضي من الفلسطينيين.
· في حال جرى تحقيق هذه الوعود، فسيكون في إمكان المستوطنين وأنصارهم من السياسيين الحصول على ما يريدونه من دون الحاجة إلى قانون خاص. وبهذه الطريقة سيتواصل نهب الأراضي، وسيجري توسيع المستوطنات، وسيتم الإجهاز على حل الدولتين. ربما نجح نتنياهو في تأكيد زعامته، وتحدث عن احترام قرارات المحاكم، لكنه قدم في مقابل ذلك حماية لليمين المتطرف. فالتعهدات التي قدمها نتنياهو من أجل "دعم الاستيطان"، ورده على أنصار اليسار "الذين يظنون أن في إمكانهم استخدام الجهاز القضائي من أجل الإضرار بالاستيطان"، جعلاه يقف جنباً إلى جنب مع فايغلين وميخائيل بن-أري.
لقد كان من الأجدى أن يعمل نتنياهو على نشوء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بدلاً من تملق المستوطنين من أجل العودة إلى المسار السياسي الذي عرضه في خطابه في جامعة بار - إيلان وأمام الكونغرس.