من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يجدر بنا في الوضع الحالي أن نتأمل محيطنا الإقليمي، في الساحة اللبنانية من جهة وفي الساحة الشرق الأوسطية من جهة أخرى. ما الذي تغيّر في الساحتين خلال العام الفائت منذ الحرب على لبنان؟
· ما يبرز في الساحة اللبنانية هو تصلّب الحدود بين الطوائف. فالأغلبية الساحقة من أبناء كل طائفة تؤيد القيادة الطائفية في كل موضوع تقريباً. وقد حدث التبدل الحاسم لدى الطائفة السنية، إذ بات اللبنانيون السنّة في معظمهم يؤيدون قيام الدولة اللبنانية المستقلة عن سورية ويقفون خلف جهود ابن طائفتهم، فؤاد السنيورة، الرامية إلى ترميم سلطة الدولة وقدرتها على فرض نفوذها. ويفعل السنيورة ذلك بدعم من أغلبية الموارنة والدروز، الأنصار التقليديين لاستقلال لبنان.
· هذه التطورات لم تؤد إلى طرد جيش الاحتلال السوري في آذار/ مارس 2005 فحسب، بل أيضاً إلى تعزيز قوة جيش لبنان في العام الفائت. غير أن أجهزة السلطة (الجيش، الشرطة، جباية الضرائب) لم ترمم بعد بالكامل، ولا تزال المخابرات السورية نشيطة في لبنان.
· الطائفة الشيعية، وعلى رأسها حزب الله، هي فقط التي تؤيد سورية. وطموح حزب الله إلى أن يكون درعاً للبنان في مواجهة إسرائيل، والذي يشكل ذريعة للاحتفاظ بسلاحه، تعرّض للاهتزاز في أعقاب الحرب في صيف سنة 2006.
· في الساحة الإقليمية أدى الكشف عن اتساع المنظومة المنشأة تحت الأرض في جنوب لبنان وحجم التسلح الصاروخي لحزب الله إلى صدمة عميقة لدى قيادات السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة. فقد تبين أن إيران رسخت حضوراً بارزاً في جنوب لبنان كي تحتفظ لنفسها بخيار فتح جبهة ثانية ضد الولايات المتحدة إذا اندلعت مواجهة عنيفة مع هذه الدولة العظمى.
· من هنا وُلد "محور الخوف" المسمى أيضاً "محور الدول المعتدلة" الذي يهدف إلى الوقوف في وجه خطر ثورة شيعية تخدم مصالح إيرانية ويمكن أن تقوّض الوضع القائم داخل السعودية ولبنان والبحرين وتطيح مصر عن مكانتها الطليعية في المنطقة.
· صحيح أن حرب لبنان الثانية تمت بتسرع وأديرت ببلاهة، غير أنها أدت إلى نتائج ليست مقصودة، وهي نتائج حسّنت الوضع الاستراتيجي لإسرائيل.