مصر على فوهة بركان
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       لقد كان لثورة ميدان التحرير عدة أهداف، لكن الأهمّ بينها كان تحقيق الديمقراطية. وخلال مسيرة النضال من أجل الديمقراطية، منح الشباب العلماني الذي كان أول من بدأ الثورة، السلطة للجيش. ثم أعطيت السلطة من خلال صناديق الاقتراع إلى الإخوان المسلمين.

·       واليوم بعد مرور عامين ونصف العام، فإن مصر ليست على وشك الدخول في ثورة جديدة بل في حرب أهلية. إن التظاهرات التي دعت إليها المعارضة يوم الأحد من شأنها أن تضع مصر على فوهة بركان.

·       لقد تمكن الإخوان المسلمون بدعم من الشارع وبالوسائل الديمقراطية، من الفوز بجميع المعارك الانتخابية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وفي 30/6/2012 أصبح مرشحهم محمد مرسي رئيساً للجمهورية. ومنذ ذلك الحين تسبّب مرسي والإخوان بتراجع مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وتحوّل مرسي بالنسبة إلى جزء من المصريّين، شخصاً أكثر سوءاً من مبارك.  ووقّع نحو 18 مليون مصري عريضة تطالبه بالاستقالة.

·       ومن المفارقات أن الدعم الذي لم يحصل عليه مبارك من واشنطن يحصل عليه مرسي. فقد شرحت السفيرة الأميركية في القاهرة، آن باترسون، للمعارضة المصرية التي تسعى إلى إطاحة مرسي، أن الأخير يختلف عن مبارك لأنه فاز في انتخابات حرة. وفي رأيها أن على المعارضة الانتظار حتى موعد الانتخابات المقبلة.

·       وفي الواقع، فإن فوز الإخوان في الانتخابات زاد حالة الشلل السياسي والقانوني في مصر. ولم يستطع الاستفتاء العام من أجل تغيير الدستور ولا الانتخابات البرلمانية وبعدها الانتخابات الرئاسية، في تدعيم سلطة الإخوان، بل حصل العكس. ففي ظل ارتفاع أسعار الوقود والديزل والقمح، واستمرار انقطاع الكهرباء، وارتفاع معدلات الجريمة في شتى أنحاء مصر، لم تعد نتائج الانتخابات ذات أهمية بالنسبة إلى جزء كبير من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليوناً، مثلما هي مهمة بالنسبة لواشنطن.

·       يعتقد مرسي أن تظاهرات يوم الأحد محاولة من جانب الأقلية الليبرالية لإسقاطه. وإعلانه هذا الأسبوع أنه ارتكب "أخطاء"، دليل على الضغط الكبير الذي يتعرض له. ومن بين الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها دخوله في مواجهة مع الجهاز القضائي الذي أثبت للشعب أن مصر استبدلت طاغية مدنياً بآخر متدين. أما الخطأ الثاني فكان المواجهة مع المؤسسة العسكرية. وبسرعة فائقة بات من الصعب لمرسي أن يجد مؤيّدين له في مصر الهائجة. حتى الأزهر الذي يمثل السلطة الدينية العليا، أعطى الضوء الأخضر للمحتجّين. ولا يُظهر الأقباط رغبتهم في مساعدته. أما السلفيون، شركاؤه الطبيعيون الذين حصلوا على ربع مقاعد البرلمان، فيتطلعون إلى وراثته والحلول محله.

 

·       لكن ثمة من يتحدث في القاهرة عن امتلاك الإخوان المسلمين ميليشيا إسلامية مستعدّة للتضحية بحياتها على طريقة الباسيج في إيران. فإذا كانت هذه الإشاعة صحيحة، فمن المنتظر أن تكون تظاهرات يوم الأحد دموية.