يجب ممارسة ضغط داخلي على رئيس الحكومة كي ينضم إلى قطار السلام
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يقوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ تم تعيينه في هذا المنصب قبل ثلاثة أشهر، بجولات مكوكية في منطقة الشرق الأوسط تهدف إلى تحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ولا شك في أن كيري يعرف جيدًا هذه المنطقة وزعماءها في ضوء انخراطه في السلك السياسي الأميركي على مدار الأعوام الثلاثين الفائتة. كما أنه زار إسرائيل عدة مرات وعرف رؤساء حكوماتها منذ يتسحاق شامير حتى بنيامين نتنياهو.

·       ولا بدّ من القول أيضاً إن كيري هو أحد كبار أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة وهو يقوم بمحاولة محمومة لتحريك عملية السلام لا من منطلق الود الذي يكنه لإسرائيل فحسب، وإنما أيضاً من منطلق وجود مصلحة أميركية عليا في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وفي حماية أمنها من خلال تعزيز قوة العناصر المعتدلة وإضعاف نفوذ العناصر المتطرّفة. 

·       وبقيامه بهذه المحاولة فإنه يتحدّى المفهوم العام الذي ساد في واشنطن خلال العامين الأخيرين وفحواه أن الإدارة الأميركية لا يمكنها أن تبدي رغبة في تحقيق السلام أكثر من الرغبة التي تبديها الأطراف المباشرة المعنية بهذا السلام، ولا سيما إسرائيل والفلسطينيين. وهو يدرك جيداً جميع الصعوبات والشكوك ومشاعر اللامبالاة، لكنه غير مستعد لأن يستسلم لها.

·       ونحن باعتبارنا مؤيدين لإسرائيل وأنصاراً للسلام، نجد من واجبنا أن نحيّي كيري على تصميمه هذا، لكننا في الوقت عينه نخشى أن يجد كيري نفسه في نهاية المطاف يسافر وحيدًا في قطار السلام من دون رئيس الحكومة نتنياهو ولا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبناء على ذلك، فإننا ندعو نتنياهو وعباس إلى أن يستقلا القطار قبل أن يفوتهما.

·       من الواضح أن ركوب قطار السلام يستلزم من كل جانب اتخاذ خطوات شجاعة. ومثل هذه الخطوات يجب أن تستفيد من تجارب الماضي، وخصوصاً التي حدثت منذ انتهاء حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967]، ومنذ توقيع اتفاق أوسلو قبل عشرين عاماً. إن تلك الحرب أنتجت الصيغة المعقولة لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وهي صيغة دولتين لشعبين، في حين أن اتفاق أوسلو كان بمثابة نقطة انطلاق للوسيلة التي يمكن من خلالها التوصل إلى هذا الحل، وهي وسيلة المفاوضات.

·       وعلى الرغم من أن الأعوام التي مرّت منذ توقيع اتفاق أوسلو شهدت الكثير من إهدار الفرص ومن خيبات الأمل، إلا إن ما يجب أن يهمّنا أكثر من أي شيء آخر الآن هو المستقبل، وخصوصاً في ظل ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من تغيّرات دراماتيكية في الأعوام القليلة الفائتة.

·       لقد بات واضحاً منذ الآن أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من الصمود طويلاً إذا بقيت تابعة من الناحية الاقتصادية لإسرائيل والدول المانحة، كما أن تأييد مبادرة السلام العربية التي اقترحت تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل آخذ في التراجع لدى زعماء هذه الدول. والإجماع الدولي على حل الدولتين يمكن أن يتضاءل مقابل تأييد حل الدولة الواحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد طابع إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي.

·       إن المطلوب هو ممارسة ضغط إسرائيلي داخلي على رئيس الحكومة نتنياهو كي ينضمّ إلى قطار السلام. ونعتقد أن لدى كل من نتنياهو وعباس فائدة في معاودة المفاوضات والتوصل إلى تسوية. كما أنه يتعين على الإدارة الأميركية أن تلقي بكلّ ثقلها من أجل إنجاح هذه المفاوضات من خلال مرافقتها خطوة خطوة، والمثابرة في الإشارة إلى غايتها النهائية والمساعدة في حل المشكلات التي قد تنشأ في أثنائها.

 

·       إن استمرار الوضع القائم يمكن أن يؤدي إلى كارثة. لذا، فإن الفرصة السانحة لمعاودة المفاوضات حالياً، من شأنها أن توصل أغلبية الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الحل الذي بات يحظى بتأييد هذه الأغلبية، وهو حلّ دولتين لشعبين.