تداول بتطوير صيغة "الأردن هو فلسطين" في أوساط اليمين والوسط و"فتح" يأساً من "أوسلو"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      عاد الخيار الأردني لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ليحتل مكاناً مرموقاً على جدول الأعمال في واشنطن، ليس بالضرورة بحسب الصيغة القديمة "الأردن هو فلسطين"، وإنما بصيغة أكثر تطوراً: مساعدة أردنية للفلسطينيين؛ إمكان إقامة كونفدرالية؛ "تنظيم علاقات". والأمر الواضح هو أن هذا الكلام لا يقتصر على أناس ينتمون إلى اليمين المتطرف أو المحافظين الجدد الذين لم يوافقوا قط على إقامة دولة فلسطينية، بل يجري التداول فيه أيضاً في أوساط أقرب إلى الوسط.

·      المفاجأة الأكبر هي أن هذا الخيار يحظى باهتمام عدد لا يستهان به من كبار المسؤولين الفلسطينيين في أوساط حركة فتح، الذين يئسوا من إمكان التوصل إلى تسوية بواسطة الطريق التي رسمها اتفاق أوسلو، ويفتشون هم أيضاً عن مخرج.

·      إدارة جورج بوش ملتزمة بأجندة الدولتين التي وضعها الرئيس والتي تركز على تعزيز قوة رئيس السلطة محمود عباس. وعلى حد قول مصادر إسرائيلية، لم تُطرح المسألة الأردنية في أي محادثات رسمية جرت مؤخراً. غير أن بعض كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بدأوا يطرحون السؤال التالي: ماذا سيحدث إذا أثبتت الاستراتيجيا الحالية عدم نجاعتها؟

·      مؤخراً، قال مسؤول في الإدارة الأميركية: "لا أعتقد أنه سيحدث تغيير في هذا الشأن، لكن من الممكن أن يحدث في عهد إدارة رئيس آخر". وقال مستشار سياسي لأحد المتنافسين في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة لصحيفة "هآرتس" أمس الأول إن "تعزيز قوة أبو مازن يبدو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، لكننا نعرف جميعنا أن فرص النجاح في ذلك ضئيلة". وأضاف أنه، في مثل هذه الظروف يجب أيضاً البحث بهدوء عن بدائل، لكن هذا "أمر خطر، لأن البحث بصورة فورية يضعف أبو مازن". وقال المرشح الجمهوري الذي يحتل المكانة الأولى في الاستطلاعات، رودي جولياني، في الأسبوع الفائت لجمهور يهودي في واشنطن إنه "يجب محاولة تقديم المساعدة لأبو مازن"، لكنه أضاف إنه "يجب التشديد على ضرورة تلقي مساعدة من الأردن وأماكن أخرى لئلا يقع العبء كله على عاتق إسرائيل والولايات المتحدة".

·      رئيس المعارضة عضو الكنيست بنيامين نتنياهو (ليكود) يتحدث علناً عن ضرورة إدخال "قوات أردنية" إلى الضفة الغربية للمساعدة في فرض النظام. وشمعون بيرس، في شهادته أمام لجنة فينوغراد قال: "علينا البحث عن بنية جديدة (للحل) مع الفلسطينيين. أنا في قرارة نفسي عدت إلى استنتاج كنت أؤمن به طوال عمري: نحن مضطرون إلى إشراك الأردنيين. نحن لا نستطيع صنع سلام مع الفلسطينيين فقط".

·      خلال بضعة أسابيع سيستضيف معهد "هدسون" في واشنطن، المحسوب على يمين المحافظين الجدد، وفداً من كبار المسؤولين السابقين، أردنيين وفلسطينيين، للتباحث في العلاقات بين السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية. وخلال العام الماضي استضاف معهد يميني آخر، "أميريكان إنتربرايز" اجتماعاً آخر كان بين الذين حضروه رئيس الحكومة الأردنية الأسبق عبد السلام المجالي ووزير الداخلية الفلسطيني الأسبق ناصر يوسف. وتوقع المجالي خلال النقاش أن يحظى اقتراح إنشاء "فدرالية أو كونفدرالية" بتأييد "عدد كبير" من الفلسطينيين.

·      الاجتماع الذي سيعقد في واشنطن هو جزء من مناخ البحث عن "أفكار جديدة". وفي الولايات المتحدة ـ كما في إسرائيل والسلطة الفلسطينية ـ برز لدى سيطرة حماس على قطاع غزة يأس شديد من احتمال أن تستطيع السلطة أن تنهض بقواها الذاتية، وأن تكون شريكاً في المحادثات. وقد كتب رئيس مركز "صبان" في معهد "بروكينغز"، السفير السابق مارتن إنديك، في الأسبوع الماضي يقول إنه اقتنع بأنه "لن ينتج من الجهد الأميركي الجديد أي شيء إذا لم يتم إيجاد ما يصلح مشكلة ضعف مؤسسات السلطة الفلسطينية". وأسوة به يزداد العديد من الخبراء قناعة بأن الشريك ذا الصدقية يعني شريكاً لا يعتمد فقط على المؤسسات الفلسطينية، بل يحظى بالدعم الأردني أيضاً.