على نتنياهو مواصلة البناء في القدس وعدم الخضوع للضغط الأميركي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مرة أخرى تستخدم الولايات المتحدة الحرب النفسية ضد حكومة إسرائيل. وكالعادة، هي تفعل ذلك من خلال إسرائيليين وكلاء عنها، وتثير ضجة مفادها أنه إذا لم تؤد المفاوضات إلى نتائج فسوف تقدم خطة "لردم الثغرات" بين مواقف الطرفين.
- ليس من الصعب التكهن بما ستكون عليه الخطوط العامة للخطة، فمنذ سنة 1967 كانت سياسة الولايات المتحدة واضحة وهي العودة إلى خطوط 1967 مع تعديلات محدودة موافق عليها (في الماضي كان المطلوب موافقة الأردن، واليوم موافقة الفلسطينيين).
- ومنذ سنة 1967، قدمت جميع الإدارات الأميركية خططاً منها خطة روجرز [1970]، وخطة ريغن [1982]، والنقاط الخمس التي اقترحها جيمس بيكر [1989]، وخطة كلينتون [2000]، وخطة بوش [2002]. لكن جميع هذه الخطط ذهبت أدراج الرياح. والآن تأتي خطة كيري لردم الثغرات، ويبدو أن أحداً لم يتعلم من تجربة الماضي.
- لقد كانت هناك خطة رئاسية واحدة شكلت اختباراً لهيبة الرئيس الأميركي هي خطة ريغن سنة 1982 وقامت بصورة أساسية على انسحاب إسرائيل من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة بما في ذلك القدس، وأن تصبح المناطق التي تُخلى من اليهود مرتبطة بعلاقة حكم ذاتي مع الأردن. وفي تلك الفترة لم تكن الدول العربية ولا أميركا ولا إسرائيل تتحدث عن دولة فلسطينية.
- إن عودة أفيغدور ليبرمان الى موقعه الأساسي في الحكومة، من شأنها أن تقوي صمود نتنياهو على مختلف الصعد في مواجهة الضغوط الأميركية النفسية والحقيقية.
- خلال السنوات الخمس الأخيرة جمد نتنياهو البناء في القدس بعكس الرؤساء الذين سبقوه بمن فيهم إيهود أولمرت. ومثل هذا التجميد لم يحدث قط أيام حكومات اليسار.
- في سنة 1968، مع بدء البناء في حي رامات أشكول في القدس، عبر الأميركيون عن احتجاجهم القوي، لكن حكومة المعراخ آنذاك ردت عليهم بالقول "ليس هناك من يستطيع أن يمنعنا من البناء في عاصمتنا". ومنذ ذلك الحين بدأ البناء في القدس الشرقية بصورة مكثفة ومتواصلة وطبيعية.
- اليوم، وبعد أن سمح نتنياهو بالبناء في القدس بعد تجميده خمس سنوات (وفقط بما لا يتجاوز 311 وحدة سكنية في جيلو، ونحو 380 وحدة سكنية في رامات شلومو، ونحو ألف وحدة سكنية في الكتل الاستيطانية)، اعتبر الأميركيون ذلك خرقاً لقواعد اللعبة وجددوا ضغطهم.
- إن باراك أوباما، على الرغم من أخطائه الكثيرة تجاهنا، لا يكره إسرائيل. والرفض القاطع لأي محاولة حل على الطريقة الأميركية، يمكنه أن يضع حداً لكل محاولات فرض هذا الحل. لقد سبق لبيغن أن قال لريغن "لسنا جمهورية موز".
- لا يحتاج نتنياهو إلى مثل هذا الكلام الجارح، إذ كل ما عليه فعله أن يجرؤ على البناء ولا سيما في القدس. وبهذه الطريقة يضع الأميركيين والفلسطينيين أمام حقائق لا عودة عنها.