التظاهرات الأخيرة في طهران تمرّر رسالة فحواها أنه لا يجوز الذهاب بعيداً في المفاوضات مع الولايات المتحدة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • لا شك في أن سبب الاهتمام الكبير بالتظاهرة الحاشدة التي جرت في طهران يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي أمام المبنى الذي كان في السابق مقراً للسفارة الأميركية في إيران يعود إلى أمرين: الأول، كونها أكبر تظاهرة تجري في هذا الموعد منذ عدة أعوام وبلغ عدد المشتركين فيها عشرات الآلاف؛ الثاني، كونها أقيمت بالتزامن مع انطلاق مفاوضات مباشرة بين إيران والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة.
  • وقد بينت هذه التظاهرة في هذا الوقت بالذات، أنه على الرغم من تحسن الأجواء بصورة عامة بين الولايات المتحدة وإيران عقب انتخاب حسن روحاني رئيساً لهذه الأخيرة، فإن ثمة من يحاول تعكير صفوها في صفوف القيادة الإيرانية.
  • كما أن مظاهر الغضب من الولايات المتحدة التي شهدتها هذه التظاهرة تعود إلى سببين: الأول، أن النظام في إيران ما زال يرى في الولايات المتحدة مصدر الشرّ في العالم أجمع بما في ذلك الشرّ القائم داخل المجتمع الإيراني نفسه؛ الثاني، أن الولايات المتحدة تعتبر العدو رقم واحد لإيران ونظامها، فهي لا تدع مناسبة إلا وتحاول إسقاطه، وتفرض عليه عقوبات اقتصادية شديدة الوطأة، وتعمل لتقليص نفوذه في منطقة الخليج، وتهدّد باستعمال القوة العسكرية ضده.
  • إن كل ما تقدّم ساهم في رسوخ مناخ معاد للولايات المتحدة في إيران إلى درجة باتت طهران تعتبر التهديد الأميركي بمثابة أكبر تهديد استراتيجي ماثل أمامها.
  • ولا شك أيضاً في أن انطلاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران ناجم أساساً عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، فالنظام الجديد هناك معني بتحسين أوضاع البلد الاقتصادية ويدرك أن السبيل الوحيد لذلك كامن في التوصل إلى اتفاق في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. كما يدرك هذا النظام أن التوصل إلى هكذا اتفاق يستلزم تقديم بعض التنازلات للدول الغربية.
  • بموازاة ذلك، فإن التيار المتطرف في إيران وعلى رأسه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي وقادة الحرس الثوري الإيراني، ما زال يكن العداء الشديد للولايات المتحدة والغرب، وربما ما زال على استعداد لأن يدفع ثمن القطيعة معه. ولهذا السبب، فإن هذا التيار منع روحاني من عقد اجتماع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما [على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك]، بل منعه حتى من مصافحته. كما هدّد الحرس الثوري الإيراني روحاني من مغبة تقديم أي تنازل للولايات المتحدة.
  • وعلى ما يبدو، فإن هذا التيار المتطرف هو الذي يقف وراء التظاهرة الكبرى في طهران قبل عدة أيام كي يمرّر رسالة فحواها أنه لا يجوز الذهاب بعيداً في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
 

المزيد ضمن العدد 1772