من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هناك إجماع يزداد رسوخاً في إسرائيل على أن الانسحاب من الضفة الغربية ما عاد ممكناً. ربما يمكن إبعاد الفلسطينيين عن الأنظار بواسطة جدار الفصل، لكن لا يمكن التحرر من السيطرة عليهم.
· الجميع شركاء في هذا الاستنتاج: من كل المعسكرات ولدى الأطياف السياسية كافة، لكن التبريرات فقط متباينة. إذ يرى اليمين الأيديولوجي أن المستوطنات هي فريضة دينية. وبنيامين نتنياهو يتكلم على "جدار واق" يتألف من جبال يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وإيهود أولمرت وعد بالانسحاب من الضفة وإخلاء معظم المستوطنات ثم تنكر للفكرة في أعقاب حرب لبنان الثانية وإطلاق صواريخ القسّام من قطاع غزة. حتى في حزب ميرتس ما عادوا يتحدثون عن حل دائم، وإنما فقط عن اتفاق نظري يمنح إسرائيل شرعية دولية، من منطلق الفهم أن محمود عباس (أبو مازن) لن ينفذه.
· إن القاسم المشترك لهذه المواقف هو أنها تكرس الوضع القائم لعشرات المستوطنات ومئات الحواجز وآلاف الجنود خلف جدار الفصل.
· ذات مرة قالوا إن "ليس هناك من نتحادث معه" في الطرف الآخر. والآن يقولون إن ليس هناك من نعيد إليه المناطق (المحتلة). وكان أفضل من عبّر عن ذلك الرئيس الإسرائيلي المنتخب وحامل جائزة نوبل للسلام، شمعون بيرس، الذي كتب في سياق مقالة له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الجمعة الماضي (22/6/2007)، ما يلي: "من غير الواضح متى سنخرج من المناطق نهائياً". وأضاف: "حتى لو كنا جاهزين للخروج لا يوجد من نسلمه المناطق في هذه المرحلة".
· يفترض أغلبية الإسرائيليين، بناء على تجربة إسرائيل في لبنان وغزة، أن أي منطقة يتم الانسحاب منها ستتحول إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. لا غرابة، إذاً، في أن الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) عارضا حتى إزالة حاجز واحد في الضفة الغربية خشية وقوع عمليات تفجيرية. وقد استجابت المؤسسة السياسية لهما.
· في هذا المناخ العام، من الواضح أن أي حديث عن "حل الدولتين" وتصريحات رئيس الحكومة في قمة شرم الشيخ عن "نشوء فرص جديدة" وعن "تسريع عملية إقامة دولة فلسطينية" هو مجرد هراء.
· الأسرة الدولية شريكة في هذه التمثيلية وهي تفقد بالتدريج اهتمامها بالنزاع. ويدل تأجيل خطاب الرئيس جورج بوش، الذي كان يهدف إلى الاحتفال بمرور خمسة أعوام على طرح "رؤيته" وإلى الكشف عن أفكار جديدة لتسوية إسرائيلية - فلسطينية، على أن ليس لديه ما يقوله.
· هناك ثمن لتجميد الوضع في المناطق (المحتلة) بالنسبة إلى إسرائيل، وهو تزايد الاقتراحات الداعية إلى فرض مقاطعة أكاديمية واقتصادية على إسرائيل، وتخليد النزاع مع العرب، وتزايد الانفصال بين الأقوال والأفعال.