لفهم ما لدى الأسد على إسرائيل ألاّ تتجنب الحوار معه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      ثمة جانب إيجابي معيّن في التهديدات الحربية المتبادلة بين إسرائيل وسورية؛ فهي لا تنطوي فقط على الاستعداد لمواجهة عسكرية كبيرة. سيعرف الجمهور الإسرائيلي أخيراً الحقيقة عما إذا كان قادة إسرائيل مستعدين لحل وسط إقليمي مؤلم في هضبة الجولان، وهل كان هناك أساس للرسالة التي أُرسلت من القدس إلى دمشق بشأن الاستعداد الجاد للتفاوض.

·      إسرائيل ستعرف أيضاً ما هي نيات بشار الأسد، الأمر الذي لم تفلح جميع أجهزة الاستخبارات، حتى الآن، في فك لغزه كما يجب. وستفهم إسرائيل بصورة أفضل ما هي الأمور التي سيكون لدى الأسد استعداد للتنازل عنها فيما يتعلق بدعم المنظمات "الإرهابية" العاملة ضد إسرائيل، وما هو المدى الأقصى الذي يمكن أن يذهب إليه في علاقاته الاستراتيجية مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. والشرط لذلك هو أن لا تتجنب إسرائيل الحوار مع السوريين، أكان ذلك بصورة مباشرة أم في إطار المبادرة العربية التي أُقرت في قمة الرياض.

·      ثمة جانب إيجابي آخر في التهديدات الحربية، فهي فرصة لإسرائيل كي تعد بصورة أفضل الجبهة في الشمال. وعليها أن تبذل أقصى الجهد لتعزيز الجبهة الداخلية وتقليص الأضرار التي قد تلحق بها. ومن شروط هذا الأمر تعيين وزير مسؤول عن هذا الموضوع.

·      إسرائيل وسورية هما الآن في مرحلة إعداد العدة للحرب. وحتى لو لم يكن لدى الطرفين نية المبادرة إلى الحرب، فقد تندلع بسبب خطأ في التقدير، أو استخبارات سيئة، أو السقوط في فخ جهة معنيّة بأن تثير وضعاً استفزازياً لدفع إسرائيل وسورية نحو الحرب.

·      ليس في إمكان إسرائيل أن تتهم سورية بتدريب قواتها، في الوقت الذي تفعل فيه الأمر نفسه. الجيش الإسرائيلي يدرب أيضاً قواته بكثافة، ويقوم باستعدادات في هضبة الجولان أكثر من السوريين. والاستخبارات الإسرائيلية تعرف الشيء الكثير عما يجري في سورية. لكن الانطباع هو أن الاستخبارات لا تمتلك معلومات كافية عما يفكر فيه الأسد، وما الذي يقوله للمقربين منه ولقادة الجيش، وما الذي يقوله له زعماء الطائفة العلوية في سورية التي ربما يؤدي اندلاع الحرب إلى إنهاء حكمها.