استعداد بعد 40 عاماً على احتلال الضفة والقدس بأنه لم يجلب أي منفعة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      قبل حرب الأيام الستة بستة أشهر درست وزارة الخارجية ورؤساء الموساد واستخبارات الجيش الإسرائيلي إمكان قيام إسرائيل باحتلال الضفة الغربية. وقد عُرضت عدة سيناريوهات يمكن أن تؤدي إلى خطوة كهذه، مثل إسقاط نظام الملك حسين، وغزو العراق للأردن، واندلاع ثورة فلسطينية. وفي ختام المشاورات اتفق الجميع على أن احتلال الضفة يتناقض مع المصلحة القومية الإسرائيلية. وأقرّوا أن السيطرة على الفلسطينيين لن تكون له أي فائدة، وإنما سيعود ذلك بالضرر فحسب، بما في ذلك تقويض الأكثرية اليهودية في البلاد واندلاع ثورة عنيفة ضد الاحتلال.

·      ثمة شيء ما مذهل في محاضر الحكومة التي وثّقت اتخاذ القرار باحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية. فلم يتم استدعاء أي خبير، ولم تفحص أية بدائل، حتى الجانب القانوني لم يُعرض للبحث. ولم يسأل أي وزير لماذا على إسرائيل أن تحتل القدس القديمة.

·      بعد 40 عاماً من تلك الحرب بات الجميع تقريباً يدركون أن الاحتلال لم يجلب أي منفعة وأصبح الكثيرون مستعدين للاعتراف بذلك. وهذا الإدراك تبلور في الأعوام الأخيرة فقط.

لا يمكن الجزم بأنه لو وافق جميع الإسرائيليين على الانسحاب من جميع المناطق (المحتلة) لوافق العرب على صنع السلام. غير أن أبناء جيل 1967 لم يستوعبوا الضرر الذي تسبب به الاحتلال، بما في ذلك الضرر الذي أصاب القيم الأساسية والأيديولوجية والأخلاقية التي أنتجت الدولة ونسيجها الديمقراطي. ويقول المزيد من الإسرائيليين الآن إنهم لا يؤمنون بالسلام. والكثيرون من هؤلاء هم من الشباب. وهذا هو الفارق بينهم وبين جيل "السلام الآن". إن غياب السلام ووجود القمع والإرهاب أصبح جزءاً من عناصر هويتهم كإسرائيليين.