منذ 1967 لم تشهد إسرائيل هدوءاً وأُلحق الضرر بقدرة جيشها لانهماكه في مهمات الشرطة والأمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      حرب الأيام الستة (حرب حزيران/ يونيو 1967) مستمرة منذ 40 عاماً، ولذلك فهي تختلف عن حروب إسرائيل السابقة. حرب الاستقلال (1948) انتهت في عام 1949 بعد توقيع اتفاقات الهدنة مع الدول العربية المجاورة. وحرب سيناء (1956) انتهت في آذار/ مارس 1957 مع انتهاء انسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة. وكانت الأعوام العشرة التي أعقبت هذه الحرب الأكثر هدوءاً التي عرفتها إسرائيل.

·      منذ 1967 لم تشهد إسرائيل يوماً واحداً من الهدوء، وليست لديها حدود يتفق عليها مواطنوها أو حتى شعوب العالم. والجيش الإسرائيلي منهمك منذ عشرات السنين في المهمات الجارية للشرطة والأمن التي ألحقت الضرر بقدرته كقوّة محاربة، كما تبين في حرب لبنان الثانية.

·      في الأعوام التي أعقبت عام 1948 كان في وسع الحكومة أن تبحث المشاكل الأساسية للدولة بشكل معمق. لكن منذ 1967 فإن مشاكل الأمن الجاري تستهلك وقت الحكومات والرأي العام.

·      الاستنتاج المطلوب من ذلك كله هو أن من واجب إسرائيل، في ظل غياب مفاوضات فاعلة، أن تتخذ قرارات صعبة ومؤلمة بشأن مصيرها ومستقبلها وحدودها. لقد كان أريئيل شارون الوحيد الذي فهم ذلك على ما يبدو، وعمل من أجل الانفصال عن غزة. لكن الغياب السياسي لشارون وحرب لبنان الثانية لجما الخطوات الأحادية الجانب، أما الحكومة الحالية فهي منهمكة في العمل من أجل بقائها، وفي مناقشات عقيمة بشأن مفاوضات لن تجري.