· لقد جاء أجداد أجدادي إلى القدس من سولانيك وبراغ في منتصف القرن التاسع عشر، وأنا من أبناء الجيل الخامس المولود في هذه المدينة. لكن على الرغم من ذكرياتي الكثيرة والغالية في هذه المدينة أعتقد أنه من دون تسوية حكيمة ومنطقية بشأنها فإننا لن ندخل في نزاع أبدي مع الفلسطينيين والعالم العربي فحسب، وإنما ستدفعنا مدينة القدس الآخذة في التوسع والتمدد إلى أماكن لم تكن قط تابعة لها إلى العيش في نهاية المطاف في دولة ثنائية القومية مما سيشكل كارثة على الفلسطينيين وعلينا بصورة خاصة.
· حتى الآن يقول لنا خبراء الجغرافيا أنه من الممكن تقسيم القدس بطريقة عقلانية تضمن المصالح الأمنية والوطنية للطرفين، بحيث تتحول إلى عاصمة للدولة الفلسطينية، التي اعترفت الحكومة الإسرائيلية بوجودها، وتبقى في الوقت نفسه عاصمة لدولة إسرائيل كما هي عليه اليوم.
· إن المدينة القديمة التي لا تتجاوز مساحتها كيلومتراً مربعاً واحداً، والمحاطة بالأسوار وتغص بالكنس والمساجد والكنائس، لا تحتاج إلى أن تكون تابعة لأكثر من سيادة وطنية، وإنما هي بحاجة إلى وصاية دينية مشتركة عليا. بالنسبة للدين اليهودي تعتبر مدينة القدس المكان الذي انطلقت منه بشارة الإيمان بإله واحد إلى العالم كله، والناس كلهم يحجون إليها.
· ما الجدوى من كل الخلاف السياسي والقومي على ملكية كل حجر وزقاق في القدس، بينما يمكننا أن نحول المدينة القديمة إلى مكان مشترك، من نمط الفاتيكان، بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، ونبني فيها متحفاً مشتركاً لتاريخ الديانات التي انطلقت من هذه المدينة إلى العالم.
· هناك الكثير من الأشخاص الذين يسيئون إلى القدس عندما يظهرون أن مصيرها بات أسير الحركات الحريدية المتطرفة الآخذة في النمو، والفقر والتعصب العربي. وأقول هنا أنه لم يفت الأوان من أجل تحسين مكانة القدس ورفعها إلى المستوى الذي تستحقه والذي يتمناه العالم كله لها.