من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· بعد أيام معدودة من انتهاء حرب حزيران/ يونيو 1967 استدعاني اللواء أريئيل شارون إلى مكتبه. وقد اعتُبر شارون في ذلك الوقت واحداً من أبطال تلك الحرب التي شارك فيها كقائد فرقة عسكرية. وقد عين في هذا المنصب بصورة طارئة، وعاد بعد انتهاء الحرب إلى منصبه كرئيس لقسم التدريب في هيئة الأركان العامة.
· توجّه شارون إليّ بطلب غير عادي، فقال: "أطلب منك عدم توجيه المزيد من الانتقاد إلى رئيس الحكومة ليفي أشكول". وعندما أعربت عن دهشتي لطلبه هذا، خصوصاً أنه كان من أشد المنتقدين لرئيس الحكومة، قال شارون: "في هذه الفترة بالذات، بعد الانتصار، من المحبذ أن يكون لإسرائيل رئيس حكومة ضعيفاً. وهذا سيمكنني من أن أنقل معسكرات التدريب التابعة للجيش الإسرائيلي بسرعة إلى أراضي الضفة الغربية. سأنصرف إلى هذه المهمة كرئيس لقسم التدريب. إن رئيس حكومة ضعيفاً سيحجم عن عرقلة خطوة كهذه. لكن لا يجوز إضعافه أكثر من اللازم لئلا يؤدي ذلك إلى سقوطه".
· في هذا اللقاء كشف شارون، للمرة الأولى، وجهة نظره بشأن المناطق (المحتلة) وكذلك نهجه في العمل الذي ينفذه بذكاء ودهاء. وكان شارون قلقاً من شخصية أشكول القيادية لا من شخصية وزير الدفاع موشيه دايان. ولعله كان يعرف أن دايان لن يعرقل خطة نقل قواعد التدريب التابعة للجيش إلى المناطق المحتلة.
· في مسيرته اللاحقة التقى شارون رئيس حكومة ضعيفاً آخر هو مناحيم بيغن، الذي آمن بشارون بصورة عمياء. لكن في نهاية الأمر كان بيغن نفسه هو السبب وراء إطاحة شارون من وزارة الدفاع، مع انتهاء حرب لبنان الأولى وفي أعقاب توصيات لجنة كاهان بشأن مجازر صبرا وشاتيلا.
· في تلك الفترة سمعت أيضاً من شارون عن الحديث ـ الجدل الذي دار بين كبار ضباط الجيش ورئيس الحكومة أشكول عشية حرب حزيران/ يونيو 1967. وقد ألح عدد من الجنرالات على أشكول بعدم تأجيل قرار الحرب، وكان شارون أحد هؤلاء، لكن أشكول قرر تمديد فترة الانتظار. قال لي شارون ساخراً: "تخيّل أنه كان هناك احتمال حدوث انقلاب عسكري ضد الحكومة. كان في وسعنا، مثلاً، أن نطلب مهلة للمشاورات، ثم يغادر الضباط الغرفة ويبقى فيها رئيس الحكومة وعدد من وزرائه. ولم يكن الأمر يتطلب أن نفعل الكثير. كان يكفي فقط أن نقفل الغرفة ونبقي المفتاح معنا، ونتخذ القرارات الملائمة، ولن يعرف أحد بأن الأحداث الجارية هي نتيجة قرار اتخذه الجنرالات". قال شارون ذلك على سبيل النكتة ويجب عدم اعتبار كلامه هذا إسناداً للإدعاء الذي تردد بعد تلك الحرب بأن ثمة من خطط للقيام بانقلاب عسكري.
· تجدر الإشارة إلى محادثة أخرى مع شارون تعود إلى تلك الفترة. عند احتلال الضفة الغربية ذهبت إلى نهر الأردن، إلى موقع جسر اللنبي. كان الجسر مدمراً. ورأيت على ضفة النهر امرأة مع طفلين وأجهشوا جميعاً بالبكاء. حكت لي المرأة أنها تريد أن تعبر النهر لتلتحق بزوجها الذي بقي في الأردن، لكنها تخاف أن يقع طفلاها ويغرقا. ألححت عليها أن تبقى، لكن المرأة رفضت وواصلت البكاء. وقد أقنعتُ رجلين فلسطينيين بأن يتولى كل واحد منهما نقل أحد الطفلين. وعلى أثر سرد جزء من هذه القصة في "هآرتس" احتج شارون على مسامعي بقوله "لا يجوز إثارة الشفقة على هؤلاء. إنهم مذنبون".