تخوف من حدوث مواجهات مع حزب الله من دون علاقة بالموضوع النووي الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       في الأشهر الأخيرة شكل النقاش بشأن جهوزية الجبهة الداخلية جزءاً من النقاش المتعلق بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومما لاشك فيه أن حزب الله، الذي يشكل فرقة إيرانية متقدمة، قادر على ضرب الجبهة الخلفية بقوة لا بأس بها، انتقاماً على قصف إيران. صحيح أن هذا الافتراض موضع خلاف في الرأي، لكن من الصعب أن نتخيل أن يرفض حزب الله الاستجابة لأوامر إيرانية بإطلاق صواريخه، لا سيما بعد أن وظفت طهران مليارات الدولارات في الحزب خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

·       بيد أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله قد تنشب بصورة مستقلة عن إيران، مثلما حدث في إثر خطف الجنديين الإسرائيليين في سنة 2006. بحسب تقديرات أجهزة استخبارية غربية، فإن طهران رأت في خطوة الخطف هفوة سابقة لأونها كشفت عن قدرات الحزب العسكرية من دون مبرر. بيد أن هذه التقديرات لا تلغي أبداً مخاطر نشوب مواجهات في الشمال. ويمكن الافتراض أن انعدام الاستقرار الداخلي الذي يسود لبنان حالياً، بسبب الانهيار المتواصل لنظام بشار الأسد في سورية، قد يؤدي إلى نشوب المواجهات. فمنذ بضعة أسابيع يسود عدم الاستقرار الداخلي في لبنان، بسبب النزاع في سورية. وحتى اليوم سقط 12 قتيلاً وجرحى كثيرون في المواجهات المسلحة التي دارت بين العلويين والسنة في طرابلس في شمال لبنان. وتقوم أغلبية التنظيمات الطائفية في لبنان بالتسلح تحسباً لاحتمال اندلاع حرب طائفية جديدة.

·       يجب ألا نستبعد أبداً احتمال اندلاع مواجهات على الجبهة اللبنانية بغض النظر عن  المشكلة النووية الإيرانية. قد يحدث هذا بسبب محاولة سورية نقل السلاح الكيماوي إلى حزب الله، أو بسبب استفزازات يقوم بها نصر الله على الحدود، على خلفية أزمته الداخلية. ويجب ألا ننسى أن الحزب أظهر في شهر تموز/يوليو الماضي قدرته على مهاجمة السياح الإسرائيليين في بورغاس في بلغاريا. هذا بالاضافة إلى أخبار الكشف قبل شهرين عن كميات كبيرة من المواد الناسفة من نوعية عالية، هربها الحزب إلى إسرائيل بمساعدة تجار مخدرات من عرب إسرائيل.