· لا شك في أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد أسفر عن ارتفاع شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي من المفترض أن يكون من الآن فصاعداً حريصاً على بقاء هذه الشعبية خصوصاً في الوقت الذي بدأت فيه الحملة الانتخابية العامة التي تهدف إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية.
· في ضوء ذلك فإن السؤال المطروح هو: ما الذي سيربحه أوباما الآن من عملية إطلاق مبادرة سلام جديدة بشأن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني؟ من الواضح أن الفلسطينيين غير معنيين بمبادرة كهذه لأنهم ماضون قدماً نحو الحصول على اعتراف الجمعية العامة في الأمم المتحدة بإعلان إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في أيلول/ سبتمبر المقبل. في المقابل فإنه لا يجدر بأوباما أن يقترح مبادرة يمكن أن لا تقبلها إسرائيل لأن الكونغرس الأميركي سيقف له بالمرصاد.
· في هذه الأثناء يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاولاته الرامية إلى إقناع الفرنسيين والبريطانيين بعدم تأييد الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وهو يعتقد أن عدم تأييد الأوروبيين سيقلل من أهمية مثل هذا القرار الدولي. لكن تبقى المشكلة كامنة في أن الأوروبيين لا يمكنهم معارضة إقامة دولة فلسطينية على الرغم من أنهم يعارضون الخطوات الأحادية الجانب، فضلاً عن أن نتنياهو نفسه لا يوفر لهم أسباباً كافية كي يعارضوا، لأنه لا يقترح أي مبادرة سياسية جديدة.
· تجدر الإشارة أيضاً إلى أن عدة أصوات من داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية أكدت هذا الأسبوع أن رئيس الحكومة تسرّع كثيراً في الإعراب عن معارضة اتفاق المصالحة الفلسطينية [بين حركتي "فتح" و"حماس"] في الوقت الذي طالبت فيه شخصيات إسرائيلية سياسية وأمنية بإجراء محادثات مع حركة "حماس" بشروط معينة، لا سيما وأن هذه الحركة تعتبر العنوان الوحيد للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط.
· إن ما يجب قوله إزاء هذا كله هو أن أي تطوّر في الساحة الفلسطينية يشكل بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية حجة كي يستمر في عدم الإقدام على شيء من شأنه أن يدفع العملية السياسية قدماً.